Monday, January 11, 2010

الصورة الفلسطينية في وسائل الإعلام الكندية وأثرها السياسي

الصورة الفلسطينية في وسائل الإعلام الكندية وأثرها السياسي

بقلم: الدكتور اسماعيل زايد/ كندا

الإنسان هو صورة مركبة من ردات فعل مختلفة بعلاقاته مع الآخرين، وتتشكل ردات الفعل هذه من تداعي الصور والأفكار، كما أن هذه الأفكار عادة ما تقوم على ما نتصوره من انطباعات ثم نجسدها على أشكال مفرحة وغير مفرحة بنسب مختلفة معتمدين في ذلك على استقرار هذه الأشكال وتكرارها وحساسيتها، والأصغر سناً هم الأكثر حساسية وتأثراً، كما أنه من المسلم به أن الصور المرئية لها التأثير الأكبر، وهكذا فإن التلفزيون، بواسطة الصور المرئية ودرجة التكرار، يلعب الدور الأهم في تقديم الرواية للمشاهدين خصوصاً للأطفال منهم.

وفي ضوء ذلك نرى أهمية الصورة العربية وفسادها في وسائل الإعلام الكندية ووسائل إعلام الولايات المتحدة، والفلسطيني، قبل كل شيء، هو عربي، وصورة العربي في وسائل الإعلام الكندية تتطابق مع صورة الفلسطيني كما تتطابق مع العرب الآخرين، ومن المهم التأكيد، في بداية الكلام، على أن كثيراً مما تعرضه وسائل الإعلام الكندية هو امتداد لما تبثه محطات التلفزة الأمريكية ووكالات الأنباء وكذلك هوليود.

ويعاني العرب الكنديون من حملة مستمرة جائرة في كل وسائل الإعلام الكندية، مما يجعل علاقاتهم بزملائهم الكنديين صعبة للغاية، هذا إن لم تكن عميقة الجرح معنوياً، وهو أمر يسبب دماراً كبيراً للشباب في علاقاتهم مع الأطفال وكذلك لأشكال تصوراتهم الشخصية، ونتيجة هذه الحملة القاسية هي انحياز ضد العربي وضد كل ما يمثله ويرمز إليه، وإضافة إلى تأثيرات هذه التشويهات على العلاقات الشخصية اليومية، فهي تؤثر وبدرجة كبيرة على المسائل السياسية المرتبطة بالعرب والوطن العربي.

دعونا نتفحص بينات من عملية صنع هذه الصورة في المجالات المختلفة لوسائل الإعلام، إن وسائل التلفزة هي الأكثر جوراً بين الوسائل جميعها، ولذلك فهي تقدم مثالاً حياً لهذه الحملة العدائية، ومع أن الأخبار التي يقدمها التلفزيون تشارك بشكل ملموس في صنع هذه الصورة السلبية، إلا أن البرامج الترفيهية هي الأكثر مساهمة في تقديم صورة مغلوطة عدائية وعنصرية، فكثير من المسلسلات التلفزيونية تقدم العربي على أنه زعيم الأشرار وان مسلسل " فيجاس " هو من البرامج الأكثر شعبية، يصور العربي على أنه شيخ متعجرف تحيط به مجموعة على الحاشية الفاسدة والتي لا تقل قبحاً عنه.

وفي "ذي كوديز " (C.B.C، آب 1979)، يلعب دور المجرمين رجال يرتدون الزي العربي وهم يصرون على رفع أسعار النفط. وفي "معركة نجمة كالكيتكا" (A.T.V، 11 آذار 1979) يقوم البرنامج على تقديم الأشرار على أنهم حلفاء من البدو النازيين، وفي زي العرب. وفي مسلسل "الجميع في العائلة" تتساءل إحدى الشخصيات، بول بنيامين، بينه وبين نفسه إن كان "هوموسابين هو القاتل؟"، فيرد أديث بانكر، وهو شخصية ثانية، مستفسراً إن كان هوموسابين عربيا؟ لقد درج التلفزيون على تقديم العربي بشكل سلبي وهذا ما حصل في مسلسلات "أليس" و "حاول أن تكون ذكياً" و "الرجل الخارق" و "المركز الطبي" و "جزيرة الاعلام" و "هاواي خمسة" و "كولومبو".

إن هذا قليل من كثير، إن الرجل العربي هو دائماً صاحب أنف معقوف يضع نظارتين سوداوين ويقدح الشرر من عينيه. وإذا بدأ شبه مهذب فلأنه شبه ذكي. وهو في كل الأحوال إما يجر وراءه جملاً أو أنه محترف للذة وغني إلى درجة مثيرة للاشمئزاز من غير أن يستحق ذلك.

والمرأة العربية ليست أحسن حالاً. فهي عادة من الحريم، وعندما تكون محظية فهي ترتقي إلى راقصة أو وسيلة للجنس. وباختصار، فليس هناك عرق في أمريكا الشمالية عومل بازدراء واحتقار من قبل وسائل الإعلام كما عومل العرق العربي. هل كان بمقدور أي مخرج أن يخضع مجموعة عرقية أخرى إلى هذا النموذج المشوه؟ وهل نحتاج إلى تقدير ما يمكن أن يحل بهذا المخرج لو تجرأ وعرض صورة مشوهة عن اليهود؟

إن الصورة المشوهة لعرق ما غالباً ما تكون مكررة على المستوى الشخصي. وبالإضافة إلى برامج التسلية فهناك البرامج الرمزية. إن التكرار الدائم على تشويه عرق يصبح أمراً طاغياً. ولقد كتب ماك جرينفيلد في هذا الخصوص في مجلة "نيوزويك". كتب يقول "هناك حلقة مفرغة، ومعيبة من العمل هنا. إن الكاريكاتير معيب. وهو يستوحي انطباعاً قديماً كان مقبولاً، في الماضي. أعني به الافتقاد إلى معرفة ماهية العرب وحقيقة ماضيهم".

وتصبح البرامج الإذاعية وبرامج التلفزيون منصفة بالمقارنة مع تغطية الأخبار وبرامج الأحداث اليومية، فكثيراً ما نرى عند هجوم "إرهابي" فلسطيني (وهي الصفة التي تعطى لهذه الأعمال) نحيب المفجوعين من أقارب اليهود الضحايا ونرى كذلك تفاصيل عاطفة الزوجة والأم. ولكننا لا نرى أثر الغارات الإسرائيلية (أعمال انتقامية، بلا شك!) والأمهات المفجوعات الباكيات. فليس لدى العربي عواطف أو مشاعر. وليس لخسارته أي أثر على أحد آخر.

والنتائج السياسية لهذا التشويه العرقي شديدة الوضوح. فالفلسطيني، بالنسبة للرأي العام الأمريكي الشمالي، يفتقد أي شعور إنساني، وعليه فإن الغارات الإسرائيلية مشروعة، كما أن استعمال الأسلحة المحرمة من قبل الإسرائيليين مثل القنابل العنقودية وقنابل النابالم الحارقة تمر من غير اكتراث. وتزويد إسرائيل بمزيد من الأسلحة لا يحتاج إلى تبرير.

وعلى المسرح السياسي للإذاعة الكندية نكتشف صورة صاعقة من أول نظرة ومن غير إيحاءات مسبقة. ولقد حاولت أن أقوم بذلك، وأنا أحمل شعوراً على أنه من مسؤولية الإذاعة الكندية في برامج الأخبار وبرامج الأحداث اليومية، ان تقدم للرأي العام الكندي تقارير إخبارية غير منحازة وموضوعية، مما يتيح للكنديين أن يشكلوا أحكاماً واعية، وبالانطلاق من هذه الأرضية، فلقد توصلت إلى النتيجة ذاتها التي من المؤكد أن كل ذي عقل سيتوصل إليها، ألا وهي، إن أجهزة الإعلام الإذاعية في كندا تقوم بعملية ثابتة من التحريض ولنبدأ ببعض التسهيلات الإذاعية بشكل منفصل، وسيكون التركيز على وسائل الإعلام المحلية المقامة في هاليفاكس ونوفاسكوتا. وهي في كل الأحوال لا تختلف عن أي تجربة في أي مكان آخر من كندا.

هيئة الإذاعة الكندية (C.BC)

1- تقارير إخبارية: في عملية تقارير موضوعية من الأخبار، هناك اتجاه لإضافة النتائج العاطفية وكسب المزيد منها إلى جانب الإسرائيليين، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق تقارير مجتزأة أو مشوهة أو ناقصة، وعندما يقوم الفلسطينيون بعملية من نوع القيام بتفجير أو إلقاء قنبلة يدوية، توضع هذه العملية كخبر رئيسي وتوصف على أنها عمل إرهابي جبان وقذر مع تفاصيل وافية عن قتل الأطفال، وعلى الجانب الآخر، عندما تقوم القوات الإسرائيلية المسلحة بالغارة على المخيمات الفلسطينية، والقرى اللبنانية المسالمة مستخدمة أكثر الأسلحة تعقيداً ومسببة قتل عشرات وربما مئات من الرجال والنساء والأطفال، فهي أعمال توصف بأنها انتقامية، ونادراً غير ذلك، ودعوني أعطي مثالين على ذلك.

صباح يوم الثاني من كانون الأول 1975، قامت القاذفات الإسرائيلية بإلقاء صواريخها على المخيمات الفلسطينية جنوبي لبنان تاركة أكثر من مائة ضحية ومئتين من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال، ولقد تداولت ذلك معظم وسائل الإعلام في العالم وندد به السكرتير العام للأمم المتحدة في اليوم ذاته، إلا أنه عند الساعة 11 مساء (حسب التوقيت الأطلنطي) سمعنا خبر هذه المذبحة الجماعية من هيئة الإذاعة الكندية والبرامج التلفزيونية على الوجه التالي حرفياً "قتل اليوم سبعة وسبعون شخصاً على الحدود بين إسرائيل ولبنان"، هكذا حرفياً، هذا المثال على التشويه المتعمد والمخيف، ولم يكن من الممكن معرفة الضحايا أو معرفة الذين قتلوهم وكيف، انه مثل حقيقي عن درجة احتقار الإنسان الفلسطيني والمرأة والأطفال الفلسطينيين.

وفي يوم 22 كانون الثاني 1979 وقع انفجار كبير في مدينة بيروت، من المعتقد أن الذين كانوا وراءه هم الإسرائيليون، مما تسبب بمقتل قائد فلسطيني (قيل أنه من المسؤولون عن عملية ميونيخ) بالإضافة لعدد من المارة، لم تذكر كلمة "إرهاب"، إلا انه بعد مضي ستة أيام (28 كانون الثاني) وقع انفجار في مدينة نتانيا في إسرائيل، مما تسبب بمقتل شخصين إسرائيليين، ولقد وصف العمل على انه هجوم "إرهابي".

2- أفلام أو تقارير وثائقية: وهي كذلك تحابي وجهة النظر الصهيونية، وكمثال، يمكن إيراد برنامج بعنوان "الاتصال الروسي" وهو برنامج قدم بكثير من الاعتزاز من هيئة الإذاعة الكندية، المقاطعة الخامسة، يوم 25 أيلول 1979، والبرنامج هو صورة من التشويه المضخم والتحامل والافتراء، ويتكلم عن "إرهاب" منظمة التحرير الفلسطينية من غير أن يشير إلى إرهاب نزع الأراضي، وهو أكثر أشكال الإرهاب عنفاً، الذي يمارسه الصهيونيون على الفلسطينيين عن طريق اقتلاعهم من منازلهم، هذا إذا لم نذكر المجزرة التي ارتكبها الإرهابي الكبير مناحييم بيغن وكل قادة إسرائيل وهي المجزرة التي لا زالت مستمرة حتى الآن منذ 1948.

تعرض بشكل مؤثر ومتقن مشاعر المأساة التي تعانيها الأم الإسرائيلية المفجوعة، غير أن أمهات المئات من الفلسطينيين والأطفال اللبنانيين الذين يقتلون يومياً، بسبب الغارات الإسرائيلية، فهم بلا عواطف ولا أحاسيس، فهي تروي إرهاب عبوة من "ت . ن . ت" وضعها رجل من منظمة التحرير، لكن إرهاب قنبلة عنقودية تسقط فوق مخيم فلسطيني أو قرية لبنانية ليست جديرة بالذكر.

والروس أشرار لأنهم يدربون الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل استرجاع أرضهم السليبة، غير أن الأميركيين أبرياء في تزويدهم للإسرائيليين بطائرات الفانتوم المتقدمة، والأسلحة الموجهة ضد الفلسطينيين العزل والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منتهكين بذلك ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها المتكررة. ويعرض البرنامج صوراً لأطفال إسرائيليين وهم يغنون، من غير أن يعرض صوراً للأطفال الفلسطينيين وهم يتلوون بسبب قنابل النابالم والقنابل العنقودية، فليس لدى الفلسطينيين ما يغنون من أجله، وهم الذين ولدوا في مخيمات قاسية بعيدين عن أوطانهم، إن الانحياز والتشويه في وسائل الإعلام يجعل قسوة ومرارة حياتهم أكبر بكثير.

والبرنامج يحكي عن مئات من الإسرائيليين والأمريكيين والاسكندنافيين الذين يتوافدون إلى المناخ الصحراوي الدافئ في إيلات، لكنه لا يذكر شيئاً عن أصحاب الأرض الأصليين، ولا يقول أبداً أن هذه الأرض هي ملك للاجئين الذين يذبحون يومياً في لبنان ليس بسبب، إلا لأنهم يناضلون من أجل العودة إلى "السماء الدافئة" لأراضي أجدادهم . و "الإرهابي" الشاب الذي يخاطر بحياته وهو في مقتبل العمر إنما يقاتل في سبيل تحرير عائلته وأهله من الاضطهاد والاحتلال الإسرائيليين.

ويعتمد البرنامج على مصادر من نوع الجنرال غازيت، ضابط المخابرات الإسرائيلية، وراي كلاين، وهو ضابط سابق في المخابرات المركزية الأميركية بالإضافة إلى أشخاص مثل بريان كروزيير وروبرت موسى وهم الذين أصبحوا المدافعين الشرعيين عن الأنظمة الدكتاتورية في شيلي وجنوب إفريقيا .(كما جاء في ستان ماكويل لكلوب وميل في 1 تشرين الأول 1979). وبينما عثر البرنامج على محام واحد من سكان الضفة الغربية ليعبر عن الموقف المعارض لمنظمة التحرير الفلسطينية إلا أنه لم يكلف نفسه مشقة البحث عن التأييد، الكاسح لمنظمة التحرير الفلسطينية بين رؤساء البلديات والمجالس المنتخبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والجماهير الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي وفي المنفى، إن مبرر وجود هذا البرنامج لا أساس له كلية ذلك أن المساعدة السوفياتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي أمر معروف تصرح به منظمة التحرير ولم يكن في يوم أمرا سرياً.

3- مقدمي المقابلات: إن أهم الذين يقدمون المقابلات في هيئة الإذاعة الكندية في البرنامج الإذاعي "كما يحدث" هي باربرة فورم، وهي مقدمة برامج تظهر انحيازاً لا شك فيه لمصلحة إسرائيل، وغالباً ما تتعاطى مع أي مشترك في هذا البرنامج بروح عدائية في حال تعرضه بالنقد لوجهة النظر الإسرائيلية بينما تظهر وداً ودماثة مع أي مشترك متعاطف مع إسرائيل، وهناك عشرات الأمثلة، إلا أن المثال الذي أود ذكره هو:

في تشرين الثاني 1977 أجرت السيدة فورم مقابلة مع المندوب السوري في هيئة الأمم المتحدة، ولقد عنف السفير السوري وأسيء إليه، وعلى عكس ذلك، ما كان يجري بمقابلاتها مع مناحيم بيغن أو مع أعضاء الكنيست من حزب الليكود كما حدث مع زلمان شيفول، وكمثال على المعاملة المتناقضة من قبل السيدة فورم يمكن تقديم ما حدث في مقابلة تمت يوم 29 تشرين الأول 1979 مع رئيس الزينيث، القادم من كولومبية البريطانية، والسفير الإسرائيلي في كندا، متعرضاً لموضوع إلغاء القرار الكندي حول نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، صحيح أن للمقابلين آراءهم ومشاعرهم لكنني اعتقد أنه في سبيل تقديم تقرير صحيح ومتوازن من الضروري وضع هذه المشاعر الشخصية جانباً.

4- ضيوف البرامج: من المؤكد أن هناك أغلبية واضحة من ضيوف البرامج والصحفيين ذوي الميول الصهيونية المعروفة، ويمكن الإشارة بهذا الخصوص إلى السيد جون كيمشي. ففي يوم 22 كانون الثاني 1976، استضافت السيدة فورم السيد كيمشي الذي قدم قصة مفبركة من غير أساس، مهما كان ضعيفاً، مدعياً أن رؤساء الجزائر وليبيا والعراق التقوا سراً في أوروبا من أجل اختطاف وزراء نفط الدول المصدرة للنفط (اوبك) بمن فيهم وزراء بلادهم، ولقد شعرت بالجزع عندما وجدت هيئة الإذاعة الكندية تسمح بترويج روايات معادية عن رؤساء ثلاث دول ليس من مصلحة كندا معاداتها، وكان من الممكن أن تؤخذ رواية كيمشي على أساس أنها رواية مسلية لو لم تقدمها هيئة الإذاعة الكندية كخبر حقيقي.

5- المراسلون: كذلك توجد غالبية كبيرة من تقارير المراسلين الذين يكنون عواطف كبيرة نحو إسرائيل من غير أن يكشفوا للجمهور عواطفهم هذه.

6- الانتقاء التعسفي لمواد الأخبار: تقدم عادة مواد إخبارية معينة من النوع الذي يحط من قدر العرب، وكمثال على ذلك:

في 17 نيسان 1978 قدم السيد بول هوفمان رواية بعنوان "الرق الأبيض" في برنامج "كما يحدث" والقصة من النوع المسيء للعرب ومن النوع غير مناسب في أي حال من الأحوال. وفي الأسبوع نفسه كشف عضو الكونغرس الأميركي السيد ماكلوسكي عن أن استخدام الإسرائيليين للقنابل العنقودية، وهي القنابل المحرمة دولياً. ضد المواطنين المسالمين خلال عدوانهم على جنوب لبنان، هو ضد التعهدات المعطاة لحكومة الولايات المتحدة. وبالرغم من الاتصالات التلفزيونية ورسائل الاحتجاج التي وجهت لمقدم برنامج "كما يحدث" فلقد اعتبر أن هذه المادة الإخبارية لا تتناسب مع المستمعين الكنديين.

وفي حلقة شباط 1979 من برنامج "كما يحدث" نرى مثالاً آخر عن أشكال الصحافة المسيئة والتي تحط من قدر العرب. كان الموضوع هو برنامج زيارة الملكة اليزابيت الثانية لبلدان عربية لمدة ثلاثة أسابيع وهي الزيارة التي شملت السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية. وفي معرض التقديم لهذه المادة الإخبارية تتم الإساءة إلى كل التقاليد العربية عن طريق الكلام الساخر عن "الشرف عند العرب الذين يأكلون أعين الغنم من الماشية" ثم تستضيف السيدة فروم سيدة تدعى أولغا موت لاند (وهي كاتبة متخصصة بالأخبار الخاصة حسب ما تصفها مقدمة البرنامج) من صحيفة "ديلي اكسبرس" اللندنية. وكان السؤال الأول الذي وجه إليها "هل تقوم الملكة بزيارة هؤلاء "السيفرز" بدعوة منهم أم أنها تسعى وراءهم بمبادرة منها؟" ويعرف قاموس أكسفورد كلمة سيفرز Ciphers على أنها "أشخاص تافهون لا قيمة لهم" بينما يعرفها قاموس وبستر على أنها "الذي لا وزن له ولا قيمة ولا تأثير" وهؤلاء هم ملوك ورؤساء دول يكرمون جلالتها وهم ملوك ورؤساء دول صديقة لكندا. كما أنهم يمسكون على مفتاح الازدهار للشعوب العربية عن طريق كميات النفط التي تصدرها بلادهم، هؤلاء هم الذين تصفهم السيدة فورم على أنهم سيفرز لا قيمة لهم. وخلال المقابلة كلها كانت لهجة السيدة فورم تسخر من العرب والحكام العرب. وتسيء ليس فقط للعرب الكنديين بل لكل المستمعين أيضاً. وليس من المعقول أن يكون العمل الإعلامي هذا هو الذي يدفع من أجله الكنديون الدولارات على شكل ضرائب، وهو أمر يتعارض مع مصالحهم. بغض النظر عن تهجمات السيدة فورم الشخصية والسياسية، وما يترتب عليه من شتم لشعوب وبلدان ليس بينهم وبين الكنديين أي عداوات أو خلافات.

7- "التوازن" الكاذب: إنه لأمر معروف أن غالبية البرامج التي تقدم من الإذاعة والتلفزيون تحابي إسرائيل وأن معظم العاملين هم من الإسرائيليين أو من المؤيدين لإسرائيل. لكنه في حال حدوث أن أحداً رغب في تقديم وجهة نظر معادية للصهيونية، يتم في الحال التقدم بطلب لتقديم رأي معاكس من اجل الحفاظ على "التوازن" ولقد حدث أن أتى الدكتور الفرد ليلينتال، وهو كاتب يهودي ومؤرخ بارز، إلى جامعة والهوسي للزيارة ولإلقاء محاضرات. وعندما طرح أمر إجراء مقابلة معه في برنامج للتلفزيون المحلي لهيئة الإذاعة الكندية، كان من الضروري تقديم صهيوني ليعرض وجهة النظر الأخرى لدواعي التوازن. وأنا أعرف. خصوصاً أنني واكبت آراء مؤيدة للصهيونية من هذا البرنامج وغيره، إن ضرورة التوازن هي قضية مسلية وعادية.

8- الإعلانات: خلال شهري نيسان وأيار من سنة 1978، تم عرض إعلان تجاري من هيئة الإذاعة الكندية ومن ATV، بهدف الدعاية من أجل تخفيض الاستهلاك للطاقة، ولقد عرض هذا الإعلان العنصري عربياً، في زي عربي تقليدي، وبشكل مسيء للشخصية العربية على أساس أنها شخصية شيطانية تسرق المال عن طريق الاغتصاب، والأكثر شجباً في هذا الأمر هو أن هذا الإعلان التجاري قد رعته حكومة توفاسكوتيا الحالية، ومن الجدير بالملاحظة أنه عندما قدمت احتجاجات إلى الوزير ضد مجلس الطاقة في توفاسكوتيا تم فعلاً سحب هذا الإعلان.

نظام التلفزيون الأطلنطي (ATV)

تظهر التقارير الإخبارية، وبرامج الشؤون الحالية في نظام التلفزة الأطلنطي انحيازاً ومستوى منخفضاً من التكافؤ كما فصلنا أعلاه، وهناك أمثلة كثيرة لكنني سأحصر الأمر بثلاثة أمثلة تشكل تجربة شخصية.

1- يوم السادس عشر من آذار 1978، دعي مدير القسم الفلسطيني في مكتب المعلومات العربي لإلقاء محاضرة في مركز اتحاد الطلاب في جامعة والهوسي. ولقد أعلمت وسائل الإعلام. كما تم تعيين مواعيد مع تلفزيون CBC و ATV وكذلك صحيفة "كرونكل هيرالد". لقد تمت كل الأمور على ما يرام إلا بخصوص ATV الذي ألغى البث كما كان قد اتفق من قبل، أما العذر الذي قدم فكان. "لم يكن من الممكن توفير شخص آخر لتقديم وجهة نظر أخرى". ومن الجدير بالإشارة هنا أنه في الأسبوع الذي سبق ذلك قدم زائر إسرائيلي وجهة نظره على البرنامج نفسه من غير أن يطرح أحد قضية تأمين عرض لوجهة النظر الأخرى.

2- يوم السابع والعشرين من 1 أيلول 1978 رعت دائرة الثقافة الدولية في جامعة القديسة ماري في هاليفاكس ندوة عن اتفاقات كامب ديفيد شارك فيها مندوب إسرائيلي اسمه السيد سيموندز كما شاركت فيه كمواطن فلسطيني كندي، ممثلين وجهتي النظر المختلفتين. ولقد قدمت دائرة الثقافة الدولية هذه المناقشة لكل وسائل الإعلام في هاليفاكس. ولقد قدمنا كلانا في CBC وكرونكل هيرالد بينما رأت ATV استضافة السيد سيموندز فقط، وفي هذه الحال لم يكن الأمر مجرد بحث عن وجهة النظر الأخرى بقدر ما كان استبعاداً مقصوداً لها.

3- في شهر تشرين الأول 1979 دعي المحامي الأميركي عابدين جبارة لإلقاء محاضرة عن انتهاكات إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني في كلية الحقوق في جامعة والهوسي. ولقد تقدمت ATV من أجل استضافة المحاضر الزائر. إلا انه تم الاعتذار بحجة أن مقدم البرنامج لم يجد ما "يسند إليه" هذا الموضوع.

تلفزيون دارتماوث كابل

لقد حدث مرة أن اتفق على إجراء مقابلة مع رئيس وسكرتير جمعية العرب الكنديين في المناطق الأطلنطية، وعين الموعد مع مدير البرنامج على أن يكون يوم 3 كانون الثاني 1979. بهدف التصريح عن أهداف ونشاطات المؤتمر السنوي العام للجمعية وكذلك شرح برنامجه في إقامة مدرسة لأبناء الجالية المقيمة. وعند الموعد المحدد اعتذر مدير البرنامج، وهو في وضع متوتر وبادي الاهتمام، لإلغاء المقابلة، ولقد فسر الأمر على أنه تلقى تهديدات بالتلفون من أعضاء في المنظمة الصهيونية في هاليفاكس لأنه سبق له أن عرض شريطاً عن الحياة الفلسطينية في المناطق المحتلة من وجهة نظر توجه نقداً للاحتلال الإسرائيلي ولقد اتصلت شخصياً في اليوم التالي، بمدير البرنامج الذي أكد لي أنه تلقى فعلاً مثل هذه التهديدات، ولقد بدا في وضع قلق وكثير التأثر.

إن هذا مثال واضح للإرهاب الذي تمارسه جالية من السكان لتمنع الشعب الكندي من الإطلاع، عبر وسائل الإعلام، على وجهات النظر الأخرى التي تنتقد وجهة النظر الصهيونية، كما أن تتبع هذه الحادثة يظهر مزيداً من التهويل، فبعد أن كشفنا واقعة الإرهاب هذه لوسائل الإعلام وبعد أن عرضنا الأمر أمام المعنيين، أتى من همس لمدير البرنامج الدكتور كوربير، أن عليه أن ينفي الأمر في سبيل مصلحته، وهكذا نشر رسالة باسمه في صحيفتي "كرونكل هيرالد" و"ذي ميل ستار" الصادرتين في هاليفاكس يوم 3 آذار 1979 نافياً أن يكون قد تعرض للإرهاب أو أن يكون قد ألغى البرنامج الذي سعينا له. ولقد كتبت لصحيفة "كرونكل هيرالد"، كما كتب اثنان من الذين اطلعوا على القصة من الدكتور كوربير شخصياً، نعرض تفاصيل الرواية الحقيقية، ولقد اعتذر رئيس التحرير عن نشر رسالتي، حسب نصيحة محاميه، حتى لا تؤخذ الأمر على أنه تكذيب للدكتور كوربير، عندما عدت وكتبت إلى رئيس التحرير وإلى ناشر الصحيفة مبدياً استهجاني من أن محاميهم بذلك لا يرى الدرجة ذاتها من الأهمية لاعتباري كاذباً، ولم تعط الصحافة "الحرة" كتيربال لحقيقة أن روايتي كانت مدعومة من مراقبين حياديين. وهذا مثال آخر عن الإرهاب الصهيوني وعن القصة القديمة ذاتها التي نواجهها دائماً في هذا الجزء من العالم، وهي "المقاييس المزدوجة". إذ يمكن لأي شخص أن يكتب أي شيء عن العرب والفلسطينيين، ولكن عندما يسعى هؤلاء للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الصهيونية يصبح الأمر غير مناسب ومن غير مصلحة الرأي العام كما يصبح عداء للسامية.

الصحافة

تلعب الصحافة، على المستوى ذاته، دوراً سلبياً، وأنه لأمر مألوف للجميع تلك المقالات المعادية للعرب والمتعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط، صحيح أن الصحافة دأبت باستمرار على تناول الإسلام من موقع معاد، إلا أن الأمر وصل إلى مستوى متدن من الأخلاق منذ الثورة الإيرانية، وجميع المحررين، إلى حد ما، يأخذون موقفاً معادياً، إذ أنه من الصعب أن تنشر مقالة أو تكتب رسالة تعرض وجهة النظر الثانية. وتجربتي مع الصحيفة اليومية في هاليفاكس "كرونكل هيرالد" هي مثال تقليدي للمقاييس المزدوجة وعدم المساواة الدائمة، ولنعط بعض الأمثلة.

يوم 3 آذار نشرت صحيفة "ذي كرونيكال هيرالد" مقالة افتتاحية بعنوان "تهديد عرفات" واصفة إياه على أنه "رجل يشكل مع منظمته تهديداً خطيراً لقضية السلام في الشرق الأوسط والعالم ولأمن واستقرار الإنسانية". " ويرتكب أتباعه أعمال القرصنة الجوية والقتل وهي أعمال تزيد في فظاعتها على أي وصف". وتضيف المقالة "يفتقد الفلسطينيون إلى خصائص شخصية مثل خصائص وطن له حدود جغرافية محددة".

وتضيف على ذلك من الأقوال التي تفتقد إلى أي أساس من الصحة، ولقد كتبت إلى المحرر بهذا الخصوص مؤكداً على عدم صحة هذه الادعاءات وعلى أصالة الشخصية الفلسطينية وكذلك على مدى الاضطهاد والقمع وانتزاع أراضي الشعب الفلسطيني، إلا أن المحرر رفض نشر رسالتي، بحجة أن هذا الأمر ليس من جملة اهتمامات الرأي العام كما أنه لم يبد استغرابه عندما تساءلت كيف يكون الأمر من صميم اهتمامات الرأي العام لدرجة تناوله بمقالة افتتاحية بينما يصبح غير ذلك عندما أوجه رسالة لتنشر في الزاوية المقابلة؟

إن كثيراً من الكتّاب الصهيونيين، أمثال رجل الأعمال سامول جاكسون، ينشرون من وقت لآخر مقالات في صفحة الرأي في صحيفة "ذي كرونكل هيرالد" تؤيد وجهة النظر الإسرائيلية وتشهر بدرجة كبيرة بالفلسطينيين والعرب، وهي مقالات لا تقوم على أي أساس من الحقيقة وتكون مشبعة بالهراء والنفاق، وفي أكثر من مناسبة كتبت مقالات موثقة تعالج مواضيع رئيسية بما فيها الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان وحقوق الشعب الفلسطيني ومواضيع أخرى من هذا القبيل، إلا أنها كانت ترفض كلها، وبينما كان يتم نشر كل المقالات التي تعكس وجهة النظر الإسرائيلية والأميركية من اتفاقات كامب ديفيد والمعاهدة التي تبعتها، إلا أن وجهة النظر الفلسطينية لم تكن تناسب أعين الكنديين.

يوم 19 تموز 1979 أعادت صحيفة "ذي كرونكل هيرالد" نشر مقالة من صحيفة "ذي ديلي تلغراف" بقلم بيريجرن وورستورن وكانت بعنوان " وجهة نظر الغرب من بترول العرب – سلاح قاتل في أيدي أعداء حاقدين". وهي مقالة لم يسبق أن كتب مثلها من الافتراء والعداء، ولقد رفضت الصحيفة نشر رد قصير يفند ما جاء فيها من مغالطات.

كتب التعليم المدرسية

المدرسة هي قطاع آخر خطير إلا أنه مهمل، إذ أن كثيرا من كتب التعليم، ولنضع جانباً المدرسين، تقدم معلومات مغلوطة ومنحازة، ولقد وقع بين يدي منذ فترة كتاباً يستخدم في المرحلة الابتدائية من التعليم، والكتاب بعنوان " عالم الشعوب في المحيط الشرقي"، من تأليف بنيامين فاز، دار بورو، نورث يورك أونتاريو، ويشمل الكتاب على تسع مناطق تضم إفريقيا وآسيا وأوروبا، وواحدة من هؤلاء هي إسرائيل (لاحظ العنوان أرض الميعاد)، ويهدف مضمون الكتاب إلى كسب العطف وتقديم معلومات غير صحيحة، ولا أساس من الصحة لكل ما يرد ذكره على أنه حقائق تاريخية، وعليه ينكر على الفلسطينيين حقهم التاريخي الموروث، كما ينكر عليهم هويتهم؛" كان يعيش في فلسطين اليهود، والعرب والمسيحيون". وفي سنة 1948 "شن العرب المجاورون حرباً ضد إسرائيل". أما في سنة 1956، 1967، وسنة1973 "فقد اندلعت الحرب" وتقدم إحصائية فريدة تقنية خبيثة يعتمدها المؤلف من أجل أن يبين نسبة الغير متعلمين ومعدل الدخل والمصاريف الحكومية والمستوى الصحي الفردي والمعيشي في أربع بلدان هي كندا، مصر، إسرائيل والأردن. والنتيجة مهمة جداً، إنها التناقض الصارخ بيننا وبينهم. والإسرائيليون مثل الكنديين (إنهم الـ نحن) أما العرب فهم ليسوا من ألـ نحن. ويقدم الكتاب تفاصيل عن مواعيد رحلات الطيران وعن أماكن الانضمام إلى رحلات إلى إسرائيل. وهذا أمر تنفرد به إسرائيل من بين كل الدول التي يعرضها الكتاب، كما يعرض الفصل العلم الإسرائيلي وهاتيكفا (النشيد القومي الإسرائيلي)، باللغتين الإنكليزية والعبرية، وليس من المؤكد أن كل البلدان الأخرى لها علم خاص بها أو نشيد قومي! إن الأمور تبدو في حالة شديدة القساوة، هل من الممكن دراسة ميكانيكية وأسباب هذا الوضع؟ إن كل متتبع للحالة السياسية في وسائل الإعلام الكندية قادر على العثور على بعض الأجوبة، والأسئلة المطروحة كثيرة، إلا أن معظم هذه الأسئلة ترتبط بمن يملك أو يتحكم بوسائل الإعلام، وبالمنتجين المنفذين، وبدرجة ارتباط فرص منظمة لزيارة إسرائيل في فترات الصيف، ودور ذلك على المستوى السياسي، إن الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء كلارك على نفسه لنقل مقر السفارة الكندية من تل أبيب إلى القدس يكشف بشكل واضح العامل السياسي، حتى ولو كان على درجة غير كبيرة، وباختصار يمكن إيراد ما ذكره الفرد ليلينتال "إن الأخطبوط الصهيوني" موجود هنا أيضاً، إن الأخطبوط، وعلى ذات المستوى الموجود فيه في الولايات المتحدة الأميركية، منتشر هنا، وهذا الأخطبوط ليس امتيازاً ينفرد به الأميركيون الشماليون، إنه منتشر في أوروبا أيضاً، ويكشف كتاب مايكل آدامز وكريستوفر مايهو "ليس للنشر – الشرق الأوسط يغطيه" دور هذا الأخطبوط في بريطانيا.

وعند هذه النقطة يشهر الصهيونيون سلاحهم بوصم كل منتقديهم بتهمة العداء للسامية، ولقد أظهر هذا السلاح فعالية كبيرة في رأس كل منتقدي إسرائيل وسياساتها، مما أعطى إسرائيل حصانة فريدة لم يسبق أن تمتعت بها دولة من قبل، إذ من الممكن أن تنتقد السياسة الكندية وسياسة الولايات المتحدة أو أي حكومة أخرى. يمكن أن تنتقد السيد جو كلارك والسيد جيمي كارتر وحتى ملكة انكلترا، ولكن الويل لك ثم الويل إذا ما تعرضت بالنقد لسياسة الحكومة الإسرائيلية، أو لمناحيم بيغن أو الذين كانوا قبله، أنهم جميعاً فوق عملية النقد.

وأشعر الآن بالسعادة وأنا أنهي هذه المقالة بالملاحظة الإيجابية التالية، إن أعداداً وفيرة من الصحافيين والأكاديميين وحتى السياسيين من أوروبا وأميركا الشمالية قد بدأوا بكسر هذا الطوق، لقد بدأوا بالإفصاح عن آرائهم، صحيح أن العملية لا زالت بطيئة ومبكرة، إلا أنها على الطريق الآن ولن يمضي وقت طويل حتى يسمح للكنديين والأوروبيين والأميركيين بأن يعرفوا أن الفلسطينيين هم شعب، مثل كل الشعوب الأخرى، وأن لهم حقوقاً أيضاً وأنهم يتألمون، مثل كل الشعوب، عندما يتعرضون للقمع أو لانتزاع أراضيهم.


http://www.najah.edu/index.php?news_id=5428&page=3171&l=ar

No comments:

Post a Comment