Monday, January 11, 2010

مستوى الابتكار الإداري لدى الوزارات الفلسطينية

مستوى الابتكار الإداري لدى الوزارات الفلسطينية
Level of Management Innovation at the Palestinian Ministries
تسعى هذه الدراسة للتعرف على مستوى الإبداع الإداري لدى الوزارات الفلسطينية. وكان هناك العديد من المتغيرات التي استخدمت كمؤشرات لقياس مستوى الإبداع وهي: التوجيه نحو العمل المبدع، تطوير القدرات الإبداعية، بناء ثقافة الابتكار، إدارة التعلم لأفكار جديدة، تنظيم المؤسسة من أجل الابتكار واتخاذ قرارات حكيمة. ولقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، كما تم استخدام العينة الطبقية والبيانات الأولية والثانوية. ولقد بلغت حجم العينة 400 شخص. ولقد خلصت الدراسة إلى وجود مستوى مقنع من الإبداع لدى الوزارات الفلسطينية، إلا أن هناك تعطيل لانسياب الأفكار، كما أن التشريعات واللوائح تعيق العمل، ولا يشجع المدراء في الوزارات الفلسطينية الاتصال المباشر مع المرؤوسين كما أن الهياكل التنظيمية للوزارات لا تدعم الإبداع فيها أو اتخاذ القرارات المناسبة. أوصت الدراسة ببناء ثقافة مشجعة للابتكار عبر إيجاد استراتيجية طويلة الأجل للتعلم والتدريب، كما أن هناك حاجة لتطوير التشريعات والأنظمة الداخلية للوزارات وهناك حاجة لمزيد من التفويض وتعزيز مكانة العاملين في الوزارات.
This research aims to investigate the level of management innovation at the Palestinian ministries. The different variables which influence innovation were examined. These variables include, directing a creative business, developing creative capability, building a creative culture, managing learning for new ideas, organizing for creativity and taking wise decisions. Descriptive analytical methods were utilized. In addition, both primary and secondary sources were used. Further a stratified random sample of 400 persons was used. The Palestinian ministries enjoy a satisfactory level of innovation. However, they do not encourage the flow of new ideas. The rules and regulations are allowed to hinder work and directors do not encourage direct communication with their subordinates. Further, the organizations' of Palestinian ministries were not support creativity or taking wise decisions. The study recommended establishing a creative culture of innovation. This requires long-term training and education strategy. Regulations and bylaws should be improved. Directors should empower their subordinates and encourage direct communication with them.
النص الكامل

المساعدة والإيثار لدى عينة من معلمي الأطفال في الأردن

المساعدة والإيثار لدى عينة من معلمي الأطفال في الأردن
Altruism and Helping for a Sample of Children's Teachers in Jordan
استهدفت هذه الدراسة التعرف على سلوك المساعدة لدى عينة من معلمي الأطفال في الأردن، وأثر متغيري الجنس والعمر والتفاعل بينهما على هذا السلوك، وأثرهما على درجة المساعدة الإيثارية والمساعدة ذات التكلفة المنخفضة، كما استهدفت الدراسة الكشف عن الأهمية النسبية لدوافع المساعدة من وجهة نظر معلمي الأطفال. ولأغراض الدراسة تم تطبيق استبانة على عينة تألفت من (168) معلماً ومعلمة تم اختيارهم من رياض الأطفال ومدرسي التعليم الأساسي بمنطقة وادي السير، كما تم التأكد من صدق الأداة وثباتها. وقد أظهرت النتائج الآتي: 1( كانت درجة المساعدة لدى معلمي الأطفال مرتفعة. 2( توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة المساعدة تعزى للجنس (لصالح الذكور). 3( لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة المساعدة تعزى للعمر. 4( توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الإيثار تعزى للجنس (لصالح الذكور). 5) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة المساعدة ذات التكلفة المنخفضة تعزى للجنس أو للعمر أو للتفاعل بينهما. 6) إن الدوافع الأكثر أهمية في دفع الفرد لسلوك المساعدة من وجهة نظر معلمي الأطفال هي: الدين، التعزيز الذاتي، المسؤولية، الكفاءة، التعاطف.
The purpose of this study was to investigate the altruism and helping for a sample of children's teachers in Jordan and to determine the effect of both genders, and age on helping. The study also aimed to expose the relative importance of helping motives according to the children's teachers from Wadi El-Seir District,. The validity and reliability of the scale were ensured, the study showed that: 1) The helping degree was high. 2) There were a significant differences in the degree of altruistic behavior due to gender (for males). 3) There were no significant differences in the degree of helping due to age. 4) There were significant differences in the degree of helping due to gender (for males). 5) There were no significant differences in the degree of low -cost helping due to age and gender or the interaction between both of them. 6) According to the children's teachers, the most significant helping motives are: religion, self-reinforcement, responsibility, efficiency, and empathy.
النص الكامل

أثر برنامج مقترح للياقة البدنية على بعض متغيرات الإدراك الحس حركي والأداء المهاري لدى ناشئات الجمناستك


أثر برنامج مقترح للياقة البدنية على بعض متغيرات الإدراك الحس حركي والأداء المهاري لدى ناشئات الجمناستك
The Effect of Proposed Physical Fitness Program on Some of the Motor Sensory Perception and Skill Performance of Gymnastic Beginners
هدفت الدراسة إلى التعرف إلى أثر برنامج مقترح للياقة البدنية على بعض متغيرات الإدراك الحس حركي والأداء المهاري لدى ناشئات الجمناستك، لتحقيق ذلك تكونت عينة الدراسة من (18) طالبة من طالبات ناشئات الجمناستك في مدرسة ياسر عرفات الأساسية في محافظة نابلس، وقد استخدم الباحث المنهج التجريبي بأسلوب القياسيين القبلي والبعدي لمجموعة واحدة، للتعرف إلى مدى تأثير برنامج اللياقة البدنية على تحسين بعض متغيرات الإدراك الحس حركي (الإحساس بالقوة العضلية، الإحساس بالزمن، الإحساس بالمسافة)، والتعرف على مدى تأثيره على الأداء المهاري لدى ناشئات الجمناستك. أظهرت نتائج الدراسة وجود أثر فعال للبرنامج المستخدم للياقة البدنية على تحسين متغيرات الإدراك الحس حركي، كما أظهرت انخفاض الخطأ في التقدير لهذه المتغيرات لدى أفراد عينة الدراسة. كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الأداء المهاري ولصالح القياس البعدي لدى ناشئات الجمناستك. وأوصى الباحث بضرورة التأكيد على اللياقة البدنية قبل البدء بتعليم المهارات الحركية واستخدام البرنامج المقترح لتطوير متغيرات الإدراك الحس حركي والمستوى المهاري لدى ناشئات الجمناستك.
The purpose of this study is to investigate the effect of proposed physical fitness program on some of the Motor Sensory Perception (MSP) and skill performance of female Gymnastic beginners. To achieve that the study conducted on (18) subjects and they were pre and post tested in the following (MSP) elements: (strength, time, and distance) and skill performance. The results revealed significant differences in (MSP) elements: (strength, time, and distance) and skill performance between pre and post tests in favour of post test. Furthermore, there was a reduction in error estimation in (MSP) elements. Based on this study finding the researcher recommended to increase attention on physical preparation before teaching motor skills.
النص الكامل

الخليل في شعر عز الدين المناصرة

الخليل في شعر عز الدين المناصرة
Hebron in the Poetry of Izz Eddeen Al-Manasrah
تتناول هذه الدراسة حضور الخليل في شعر الشاعر عز الدين المناصرة، وقد جاءت في خمسة محاور رئيسة، وهي: - تلاحم المناصرة بالخليل. - تصوير مجتمع الخليل. - المناصرة بين المنفى والخليل. - الخليل بين الاحتلال والثورة في شعر المناصرة. - خصائص صورة الخليل في شعر المناصرة. وإضافة إلى ذلك فقد ضمّ البحث بين دفّتيه مقدمة بيّن فيها الباحث أهمية عنصر المكان في تشكيل الصورة الشعرية،وعناية معظم الشعراء الفلسطينيين بإبراز مدنهم التي نشأوا فيها وتعلقوا بها قبل أن تهجّرهم قوى البغي والاستعمار. كما ضمّ البحث خاتمة عرض فيها الباحث أهمّ نتائج هذه الدراسة.
This study which deals with the presence of Hebron in the poetry of Izz Eddeen AL-Manasrah has five main axes:- - AL-Manasrah’s close union with Hebron. - The society of Hebron in the Poetry of Manasrah. - Al-Manasrah between exile and Hebron. - Hebron between accupation and rebellion in AL-Manasrah poetry. - The characteristics of the image of Hebron in AL-Manasrah poetry. In addition, the research contains an introduction in which the researcher highlights the element of place in the formulation of the poetic image. Also the attention most of the Palestinian poets pay to their cities where they were born and lived before the forces of accupation and tyranny made them emigrate is included. The study has a conclusion in which the researcher demonstrates the most important results of the study.
النص الكامل

صدى عشتار في الشعر الجاهلي


صدى عشتار في الشعر الجاهلي
Echo of Ushtar in Jahili Poetry
يتناول هذا البحث الأم الكبرى \"عشتار\" وتجلياتها في الفكر القديم، وانسياحها في المخيلة العربية بلبوس الزهرة والعزى، فيرصد صداها في الشعر الجاهلي بوجهها الأبيض، حين تكون ربة للخصب والجنس واللهو، والأسود، حين تكون إلهة الحرب والموت والدمار، معتمداً على النصوص والنقوش القديمة، ومقارنتها بما احتفظت به العربية الفصحى حارسة التراث السامي، مؤيداً ذلك كله بالنص الشعري. ويقدم البحث تفسيراً لكثير من الصور الشعرية والطقوس الشعائرية الجاهلية التي انبتّت أصولها، كما يجذّر أغلى قيم الجاهلية ومثلها العليا الثلاث: المرأة والخمرة والفروسية، فيربطها بأصولها الدينية التي تمت للأم الكبرى بصلة. ويرى أن المرأة رمز للزهرة مثلما هي رمز للشمس مما يؤكد اختلاف ديانة عرب الجنوب عن عرب الشمال وتداخلهما فيما بعد، وهو ما أيدته الدراسات التاريخية.
This paper tackles the Big Mother, Ushtar, and her embodiment in old thinking and Arab imagination in the form of a flower and al-Uiza. The paper has monitored her white face in Jahili poetry at a time when it was fertile land for sex and entertainment. At another time, her face was black and a godess of war, death and destruction. The researcher relied on ancient inscriptions and old texts and compared them with what classical Arabic has preserved of them. In so doing, Arabic has safeguarded noble heritage. Poetry texts were evidence of this. The researcher also offered an interpretation of poetic images, tribal Jahili rituals which nurtured their roots. He also deep rooted the most precious of Jahili values and ideals; woman, wine, Knighthood, and linked them with their religious origins associated with the Big Mother. The woman became a symbol for the flower as she was a symbol for the sun. This clearly shows the difference in between the religion of the South Arabs and that of the North Arabs and their overlapping later on, which was supported by historical studies.
النص الكامل

التركيب ألأسري في الضفة الغربية وقطاع غزة

التركيب ألأسري في الضفة الغربية وقطاع غزة
The Household Structure in the West Bank and Gaza Strip
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أنماط ألأسرة وحجمها والتباين في هذه العناصر بين الضفة الغربية وقطاع غزة، معتمدة على بيانات المسح الديموغرافي الذي أجرته دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية عام 1995. وقد تبين من خلال هذه الدراسة أن نمط ألأسرة النووية هو السائد في المجتمع الفلسطيني، وإن كان هذا النمط أكثر انتشاراً في الضفة الغربية منه في قطاع غزة. كما تمتاز الأسرة في قطاع غزة بكبر حجمها مقارنة مع الضفة الغربية، وذلك بسبب تباين معدلات الخصوبة بينهما. كما أن المجتمع الفلسطيني يمتاز بأنه يقع في مرحلة الشباب ضمن مراحل الانتقال الديموغرافي. إن الزواج ألأحادي هو النمط الشائع في الضفة الغربية وقطاع غزة. إن العمر عند الزواج ألأول في الضفة الغربية أعلى منه في قطاع غزة، سواء كان ذلك للذكور او للاناث
The aim this study is to analyze the type of the household and its variation in the West Bank Gaza Strip, according to the 1995 Demographic Survey carried out by the Palestinian Central Bureau of Statistics. The results-of this study shows that the nuclear family is the most common in the Palestinian Society, but this type is more common in the West Bank in Gaza Strip. The household in the Gaza Strip is characterized by its large size comparison with the West Bank, because of the variation oftl1e level of fertility. Thus, the Palestinian Society lies in the youth stage according to the demographic transition theory. The monogamy is the most common type of marriage in the West Bank Gaza Strip. The mean age at first marriage is higher in the West Bank than in Gaza Strip for both males and females.
النص الكامل

التدريب على الفنون العسكرية، حكمه ووسائله: دراسة فقهية مقارنة

التدريب على الفنون العسكرية، حكمه ووسائله: دراسة فقهية مقارنة
Training of Military Arts, Judgment and Methods
يتضمن هذا البحث المعنى المقصود بالتدريب وسبب اختيار لفظ التدريب على غيره من الألفاظ المرادفة التي استعملها الفقهاء في كتبهم، ثم تناولت بالشرح والدليل حكمه، كما يراه الفقهاء حيث رجحت وجوبه، ثم نظرت في وسائله الكثيرة والمتنوعة من ابسطها إلى أكثرها تعقيداً مع الاهتمام بأبرز وأهم تلك الوسائل مع ملاحظة تطور الوسائل تبعا لتطور الإنتاج الفكري العسكري وتطور الزمن وذلك من خلال المقارنة بما كان هو كائن وما يمكن أن يكون وذلك بقصد إيجاد جيل من الناشئة الإسلامية المجاهدة تحمل الإسلام العالمي.
In this study I have discussed the meaning of training, the identical terms used by the legists, then U put the mandatory legislative judgment, then mentioned the various methods used, beginning with the simplest up to the most sophisticated methods, taking in mind the scientific and industrial developments concentrating on the most important methods, all that for accomplishing the great aim of building a new generation of the Muslim youths armed with the best possible military training.
النص الكامل

المدركات الخاطئة الشائعة في التربية الرياضية لدى طلبة كلية العلوم التربوية لوكالة الغوث في الأردن

المدركات الخاطئة الشائعة في التربية الرياضية لدى طلبة كلية العلوم التربوية لوكالة الغوث في الأردن
Misconceptions/ Widespread Realizations by the Students of Physical Education College ‎at UNRWA in Jordan
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى المدركات الخاطئة الشائعة في التربية الرياضية لطلبة العلوم التربوية لوكالة الغوث في الأردن، كذلك التعرف إلى الفروق في هذه المدركات تبعاً لمتغير الجنس، والممارسة الرياضية، ونوع الطلبة، والتخصص العلمي. وتم استخدام المنهج الوصفي، واختيرت عينة الدراسة بالطريقة العمدية الطبقية حيث بلغ عددها (283) طالبا وطالبة، وكانت الإستبانة أداة لجمع البيانات. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك العديد من المدركات الخاطئة نحو التربية الرياضية حيث بلغ عددها (32) مدركاً خاطئاً من أصل (35) مدركاً وبنسبة مئوية (65.7%). كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فورق تبعاً لمتغير الجنس، والممارسة الرياضية، ونوع الطلبة، وإلى وجود فروق تبعاً لمتغير التخصص العلمي، ولصالح معلم الصف عن الدراسات الإسلامية واللغة العربية.
This study aims at exploring some common misconceptions in physical education of the students of educational sciences at UNRWA in Jordan. It also aims at figuring out the differences in these conceptions according to the gender variable, physical practice kind of students and field of specialization. The researcher used the descriptive method in this study. The sample population consisted of 283 students who were chosen through the stratified approach. A questionnaire was used as an instrument for collecting the data. The findings of the study revealed that out of 35 conceptions there are 23 misconcepts which ammount to 65.7%. The results also revealed that there were no differences according to the gender variable, the physical practice, type p students, but there were differences regarding the field of specialization variable in favour of the teacher of Islamic studies and Arablic Language
النص الكامل

صورة الوطن العربي في المدارس الثانوية الامريكية المدارس

صورة الوطن العربي في المدارس الثانوية الامريكية

د. اياد القزاز

مقدمه

ينظر علماء التاريخ القديم و علماء الاثار الى الوطن العربي على انه مهد الحضاره الحاليه حيث ظهر لاول مره في تاريخ البشريه كثير من عناصر واساسيات حضارة اليوم.فقد شهد الوطن العربي اختراع الكتابه وبدايات التاريخ المدون،وكذلك المستوطنات الحضرية الاولى واستئناس الكثير من الحيوانات.وقد نشأت الاديان العالميه الثلاثه –اليهودية والمسيحية والاسلام- وتطورت في الوطن العربي.كما نظر الى الوطن العربي ابان الامبراطورية الاسلامية(من القرن الثامن الى القرن الثاني عشر) على انه عنوان الحضارة وبدت مساهماته بلا حدود. وعندما كان العرب يبنون حضارتهم العملاقة،كانت اوروبا تعيش في عصور مظلمة.وقد قام العرب بترجمة الكثير من الاعمال اليونانية ثم توصلت اوروبا فيما بعد الى اسهاماتها الحضارية من خلال ترجمة المؤلفات العربية الى اللاتينية.وعن هذا الطريق عرضت اوروبا فلاسفة اليونان مثل ارسطو وافلاطون.

وشملت الاسهامات العربية جميع فروع المعرفة في ذلك الوقت.وعلى سبيل المثال،كان العرب في ميدان الرياضيات رواد نظريات الجبر،وابتكروا النظام العشري وادخلوا الصفر وكذلك الاعداد العربية.وفي ميدان الكيمياء ادخل العرب التجارب المختبرية وعملوا على تحسين التكلس والاختزال الكيميائي والتبخر والتبللر والانصهار والتسامي الكيميائي.وقام العرب بتعليم الاوروبيين كيف يصنعون الورق وكيف يستخدمونه،وهو فن كانوا قد تعلموه من الصينيين.وهذه مجرد امثله على ما اسهم به العرب في الحضارة العالمية.

وكان الوطن العربي على الدوام معبرا وحلقة وصل بين قارات اوروبا واسيا وافريقية.ونتيجة ذلك قامت امم كثيرة بحملات عبور وغزو الى المنطقة العربية تاركة اثارها وبصماتها على الجوانب العمرانية والثقافية للحضارة العربية.واليوم طرأ تحسن كبير على وسائل النقل واستخدام الارض في الوطن العربي.وجاء اكتشاف النفط ليعطي هذا الوطن بعدا اضافيا يزيد من اهميته في التجارة الدولية والسياسة العالمية.كذلك ان تربة الشرق الاوسط تحوي اكثر من 60 بالمائة من الاحتياطي العالمي للنفط.وقد تم في العام الماضي انتاج ما يقرب من 1400 مليون طن من النفط الخام تم شحن اكثر من 90 في المائة منه الى اليابان واوروبا والولايات المتحدة. وادت هذه العوامل وغيرها الى جعل الوطن العربي حلقة وصل مهمة،غير ان الحديث عنه في المدارس الثانوية المعاصرة يشوبه العديد من الثغرات،كما ان المعلومات عنه غير مرضية.

الكتب والمدرسون: نقل المعرفة والتشكيل الاجتماعي

تمثل الكتب المدرسية والمدرسون عناصر مهمة في عملية التعليم في المدارس الرسمية منذ بدء التاريخ المدون.وتدل السجلات التاريخية على ان الكتب المدرسية كانت مستخدمة منذ امد طويل،وربما يرجع ذلك الى ايام اليونان والرومان في العصر القديم. تشكل الكتب المدرسية اداة اساسية للتعليم الرسمي في جميع مراحل التعليم.وعندما يعمد معلم في احدى الكليات الى منع استخدام الكتب المدرسية،يشعر الطلبة بالضياع والارتباك ويشتد الموقف حدة في المدارس الثانوية والابتدائية حيث تشكل الكتب المدرسية،من الناحيتين النظرية والتطبيقية،الدعامات الاساسية للتعليم.وفي هاتين المرحلتين كلتيهما يعتمد المدرسون على الكتب المدرسية اعتمادا كثيفا ان لم يكن مطلقا بسبب نقص التدريب او عدم الاهتمام او ضيق الوقت في اغلب الظن.واقلية من المدرسين فقط هم الذين يستخدمون القراءات التكميلية او الاطلاع الخارجي.وفي تقديربروس جويس(Bruce Joyce)-المدير السابق لكلية اعداد معلمي المرحلة الابتدائية بجامعة شيكاغو-ان حوالي 80 بالمائة من معلمي المدارس الابتدائية بالولايات المتحدة يستخدمون الكتب المدرسية مصدرا رئيسيا للمعلومات.ويقول د.جويس ان ((المعلم النموذجي للمرحلة الابتدائية مطالب باتقان سلسلة من المواد ابتداء من ادب الاطفال الى القراءة، ومن الرياضيات الى العلوم. واما كان قلة فقط هم الذين يمكنهم ان يصبحوا خبراء في ميادين متنوعة كهذه،فان المعلم النموذجي لهذه المرحلة يعتمد بشدة على النصوص)). ويضيف ان المشكلة في المدرسة الثانوية تزداد ضخامة في اغلب الاحيان.(( ولأن المدرس الثانوي يعمل مع نحو 150 طالبا في اليوم،فمن المستحيل بالنسبة له اعداد مواد تناسب كل طالب او حتى كل صف، وعليه ان يأتي بمادة جاهزة هي الكتاب المدرسي)).

وتعد الكتب المدرسية (وبخاصة تلك التي تتناول العلوم الانسانية و الاجتماعية) مصدرا اوليا يستمد منه الطالب مواقفه واتجاهاته ازاء كثير من الجماعات العرقية المختلفة.اذ ان المتب المدرسية تزود التلاميذ بما يحتاجون اليه من معلومات عن التاريخ وحضارات العالم الذي يعيشون فيه. ويمثل المدرسون العنصر الاخر في عملية التعليم.وهم لا يقومون بتلقين المعلومات فقط بل يقومون تفسيرا لمختلف الثقافات ايضا.ويتأثر الطلبة بما يختاره المدرسون من نصوص وبما يولونه من تأكيد لموضوعات معينة.كما ان مضمون المحاضرات،واتجاه النقاش في قاعة الدرس والواجبات الخاصة التي يكلف بها الطلبة، كل ذلك يؤثر تاثيرا كبيرا على تفكير الطلبة.وهذه التاثيرات وغيرها تتدخل في نظرة الطالب الثقافية الى نفسه والى الجماعات العرقية الاخرى ونخص بالذكر منها- في اطار هذا البحث- الوطن العربي .

وتبين من الدراسات المتعلقة بعملية التشكيل الاجتماعي ان التعليم المكتسب في المدرستين الابتدائية الثانوية له تاثير دائم.لذلك يمكن ارجاع المواقف التي يتخذها الكبار تجاه جماعات معينة الى التجارب التربوية الاولى.

ومثلما يؤدي التعليم المقصود الى تعزيز المواقف الايجابية ، كذلك يمكن ان تنشا الصور السلبية عن الشعوب الاجنبية من اخطاء الحذف او التحريف خلال عمليات التعليم. وتحدث اخطاء الحذف عندما يفتقر النص او النقاش اى موضوع يلقي ضوءا ايجابيا على بلد ما. اما اخطاء التحريف فانها تحدث عندما تقحم على النقاش او النص وقائع او مقولات غير دقيقة او غير كاملة او غير متصلة بالموضوع بقصد اشاعة صورة مشوهة عن البلد الذي يجري الحديث عنه. ولان التعليم من الاهمية بحيث ينبغي عدم تركه لمشيئة الافراد، نجد ان معظم حكومات العالم تمارس قدرا كبيرا من الاشراف على مؤسساتها التعليمية. وهذا ينطبق بالذات على المدارس الابتدائية والثانوية.

ومن المناسب ان نستشهد هنا بكلمات للعالم التربوي لوثر ايفانز(Lutherh.Evans) حيث قال :"ان الكتب المدرسية والمدرسين يمكن ان يكونوا بمثابة البذرة لمحصول من التفاهم الدولي والصداقة الدولية من خلال عرض الحقائق عرضا صحيحا من الناحيتين الكمية والنوعية وبمنظور سليم،ولكن يمكن ايضا ان يكونوا بذرة لمحصول من سوء التفاهم والكراهية والازدراء بين ابناء البلد وتجاه انماط الحياة الاخرى ،وذلك من خلال عرض المقولات غير الدقيقة وغير المتوازنة وغير المناسبةعلى انها حقائق".

1- الكتب المدرسية

يتضمن هذا القسم عرضا للكتب المدرسية التي تتناول الوطن العربي.وهنالك حتى الان ثماني دراسات تتعلق بالولايات المتحدة وكندا.وفيما يلي عرض سريع لكل منها، وساحاول بقدر الامكان استخدام كلمات المؤلف في تلخيص هذه الدراسات.

ا- دراسات العلمي

هذه اول دراسة منهجية تتصدى بالكامل لصورة العرب في الكتب المدرسية للمدارس الابتدائية الامريكية.وقد كتبت في الاصل لتكون رسالة للماجستيرعام 1956 بجامعة ولاية اوهايو. وقد قامت المؤلفة في اثناء دراستها بجامعة ولاية كنت بزيارة كثير من المدارس والقت محاضرات عن الوطن العربي في ولايات اوهايو وكولورادو والينوي وبنسيلفا وجورجيا. وهنالك اكتشفت ان المعلومات المقدمة كانت غير كاملة وغير دقيقة ومشوهة.ودفعتها هذة التجربة الى دراسة صورة العرب في كتب المدارس الابتدائية. وشملت رسالتها دراسة 58 كتابا مدرسيا يستخدمها المدرسون في صفوف من رياض الاطفال حتى الصف التاسع في شمال شرقي اوهايو.ومن اصل 61 كتابا مدرسيا يجري استخدامها في هذه المدارس،تم استبعاد ثلاثة منها من التحليل لانها لا تتناول الوطن العربي.

وشمل عرض النتائج مجالات الموضوعات التالية:(1) حياة البدو؛(2) الزراعة؛(3) حياة المدينة؛(4) التعليم؛(5) الدين الاسلامي؛(6) اسرائيل والوطن العربي؛(7) الوطن العربي بالصور؛ (8) تطور القومية العربية.

وقد سيطرت على العرض عناصر البداوة والت بظلهاعلى الجوانب الاخرى للحياة العربية. ويصدق ذلك على المادة المكتوبة والصور الايضاحية في الكتب المدرسية، فقد كان هناك تركيز على الاوضاع البدئية للزراعة والحياة الزراعية دون التصدي لمناقشة التغيير والتطور. وكان هناك تصوير لتخلف الحياة في المدينة و القرية دون ايلاء اهتمام يذكر الى التعليم. وشوه الدين الاسلامي حيث تركز الاهتمام على خصائص الروح القتالية في الاسلام. واهملت الفلسفة والمعتقدات الاساسية اهمالا تاما. وجاءت المناقشة حول فلسطين قبل عام 1948، واسرائيل بعد انشائها، من جانب واحد دون فهم كاف للقضية الفلسطينية. وتركزت الصور الفوتوغرافية الايضاحية تركيزا شبه كامل على العناصر التقليدية على حساب النظرة المتوازنة التي كان يتعين ان تشمل التطورات الجديدة.كما جاءت معالجة القومية العربية مشوهة من خلال تصوير خصائصها العدوانية المزعومة فقط.

ب- دراسة جمعية دراسات الشرق الاوسط

وفي اثناء معالجة الجمعية للتعليم و المنح الدراسية على مستوى الكليات، اكتشفت ان ما يدرس في المدارس الثانوية يحدد بدرجة فاعلية التعليم على مستوى الكليات. ومن ثم شكلت الجمعية لجنة لدراسة صورة الشرق الاوسط في الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية. وتألفت اللجنة من الدارسين الاتية اسماؤهم: اياد القزاز،جامعة كاليفورنيا؛وليام جريز ورلد،جامعة ولاية كولورادو؛دون بيرتيز، جامعة ولاية نيويورك؛ مايكل سليمان، جامعة ولاية كنساس؛ فرحات زيادة، جامعة واشنطن (رئيس اللجنة).

وبعد مناقشة عامة للغرض والمنهج، قررت اللجنة ان يقوم كل عضو بمحاولة تحليل الكتب المدرسية والتعرف الى النظم المدرسية في منطقته. وفي عام1972 قدموا تقريرا يلخص نتائج دراستهم لما يقرب من 80 كتابا مدرسيا تستخدمها المدارس الثانوية في الولايات المتحدة وكندا. وان كانت اللجنة قد ذكرت في تقريرها ان بعض الكتب المدرسية تميزت بروح البحث وجودة التأليف،الا ان اغلبية الكتب عملت على تثبيت القوالب الجامدة،وتشويه الوصف السياسي والاجتماعي،والتبسيط المخل للقضايا المعقدة، وايراد احكام اخلاقية عن تصرفات الدول. وعلى العموم، فقد حفلت الكتب بالكثير من الاخطاء المتعلقة بالمضمون والسرد التاريخي. ووجدت اللجنة ان قلة من المؤلفين فقط هم الذين كانوا من المتخصصين بشؤون الشرق الاوسط وانهم استخدموا في كتبهم المدرسية في بعض الحالات بيانات ترجع الى خمس او عشر سنوات. واعتنى قلة من المؤلفين فقط بمناقشة التطورات والتغيرات الجديدة في الحياة في الشرق الاوسط.

وبعبارة محددة، وجدت اللجنة ان الكتب المدرسية تتميز بما يلي:

(1) تكرس مساحة كبيرة جدا لبعض النواحي غير الاساسية للحياة والثقافة في الشرق الاوسط. فقد كان المؤلفون يغالون في كثير من الاحيان في تاكيد صورة البدو مع ايراد صور فوتوغرافية في اغلب الاحيان لتثبت هذا النمط.

(2) يميل المؤلفون لدى مناقشة عناصر الصحراء الى تاكيد منجزات اسرائيل مع تجاهل منجزات العرب في تغيير الصحراء.

(3) تؤكد الكتب على فقر المزارعين في حين تصور المدن على انها تزخر بالعاطلين عن العمل مع قلة من اصحاب الملايين يركبون السيارات الفارهة. وتتضمن الكتب اشارة ملحة الى ان مشاكل الشرق الاوسط الاقتصادية يمكن حلها عن طريق ربطه بالكامل بعجلة الغرب.

(4) معالجة الاسلام بطريقة مبتسرة، واغفال اتصاله بالديانتين السابقتين مع ابراز غرابة بعض الممارسات الاسلامية.

(5) التلميح الى ان صعاب الولايات المتحدة في الشرق الاوسط تعزى بصفة رئيسية الى الطابع السلبي للقومية العربية بزعامة عبدالناصر، ونفوذ الاتحاد السوفياتي،وعداء العرب لاسرائيل.

(6) تصوير اسرائيل على انها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، مع عرض الحروب العربية الاسرائيلية الاربع من وجهة نظر اسرائيل فقط وتجاهل المنظور الفلسطيني والعربي.

(7) نادرا ما تصدت الكتب لمناقشة ايران واذا تم ذلك جاء بشكل مختصر وغير دقيق وعلى سبيل المثال،وصف تاميم النفط الايراني عام 1953 بانه عمل قام به متطرفون متعصبون ضللوا الشعب الايراني وخلقوا ازمة اقتصادية لشركة النفط التي تملكها بريطانيا.

(8) تخصيص مساحة ضئيلة ايضا للاتراك وتصويرهم في اطار صليبي.فقد وصفوا بانهم مستبدون وقساة عندما كانوا يتولون شؤون الاراضي المقدسة.والقيت على عاتقهم مسؤولية قتل السكان المسيحيين وسوء معاملتهم.ووصف الدولة العثمانية بانها وحشية وبربرية واستبدادية.

ج- دراسة كيني

بدا كيني من ثلاثة اجزاء عام 1972 تركزت حول المدارس في اونتاريو، كندا.ويتضمن الجزء الاول تحليلا لردود المدرسين على استبيان، في حين يستخدم الجزء الثاني والثالث اسلوب تحليل المضمون لكيفية تناول الشرق الاوسطفي الكتب المدرسية للتاريخ والجغرافية على التوالي. وقد وجد كيني ان مناقشة الشرق الاوسط في كتب التاريخ المدرسية تزخر اغلب الاحيان بوقائع غير دقيقة وافتراضات مشكوك فيها،وحالات حذف كبيرة،وكل ذلك بهدف تكريس المفاهيم الاساسية الخاطئة عن الدين الاسلامي والثقافة والحضارة الاسلاميتين، وعلى سبيل المثال، تشير الكتب المدرسية لدى مناقشة المعتقدات الاسلامية الى الترخيص بتعدد الزوجات والرق دون ذكر الحدودالتي وضعها القران لذلك. كما وجد ان الكتب المدرسية تشرح انتشار الاسلام بقوة السيف متجاهلة تماما العملية الطويلة التي استغرقت قرونا والتي ادت الى التحول الى الاسلام من خلال الاقناع.وكثيرا ما تتجاهل هذه الكتب الاسهامات الاسلامية في الحضارة الغربية وتعرض التاريخ الحديث للشرق الاوسط بعبارات سلبية في الاغلب.وعلى سبيل المثال، تصف الكتب القوميين بانهم " مثيرو اضطرابات "يضمرون الكراهية الشديدة للاجانب.كما تصف القومية بانها تعصب محموم ومدمر للذات.

اما الكتب المدرسية الخاصة بالجغرافية فانها تبالغ باستمرار في تاكيد عنصر البداوة في الوطن العربي.وقلما تتطرق الى عملية التحضر التي تجري بمعدل سريع.ولا تلقى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الا قدرا ضئيلا من الهتمام الجاد.وتحظى اسرائيل بمعاملة متحيزة ان في طريقة الحديث عنها او في حجم المساحة المخصصة لها في كل كتاب مدرسي. وتؤكد هذه الكتب على انجازات اسرئيل في تحويل الصحراء الى جنة خضراء دون ادنى اشارة الى الاسهامات العربية.

د- دراسة القزاز

قدم القزاز دراسته عن صورة العرب في الكتب المدرسية الامريكية للعلوم الاجتماعية في كاليفورنيا عامي 1974_1975 في الصفوف من رياض الاطفال الى الصف التاسع،الى مؤتمر اتحاد خريجي الجامعات الامريكية العرب عام 1974.وستخدمت الدراسة اسلوب تحليل المضمون وتركزت حول ثلاثة موضوعات رئيسية:البداوة والاسلام والصراع العربي- الاسرائيلي. وفيما يلي عرض لنتائج الدراسة:

(1) المغالاة في التاكيد على البداوة اكثر من اي موضوع اخر يتعلق بالوطن العربي.وتاكيد الخصائص السلبية للبدو مع اغفال صفاتهم الايجابية.وعلى سبيل المثال،الاشارة الى عمليات الاغارة والسلب دون ذكر للامانة وكرم الضيافة- وهي صفات معروفة ايضا عن البدو.كذلك تجاهل معظم الكتب المدرسية التغير والتطور السريع الذي يحدث بين البدو.

(2) جاءت معلجة الاسهامات الاسلامية مختصرة للغاية حتى بدت غير ذات اهمية.وان كانت العناصر الاساسية قد نوقشت بدقة الا ان التاكيد على الخصائص السلبية مثل نزعة الاسلام الى الحرب قد طغى على تسامح المسلمين تجاه المسيحيين واليهود.وادى تصوير المركز المتدني للمراة في التاكيد على الامية و تعدد الزوجات الى المزيد من التشويه لصورة الاسلام.

(3) جاء تصوير الصراع العربي- الاسرائيلي غير متوازن ومتحيزا للنظرة الاسرائيلية،وصورت اسرائيل على انها الدولة الديمقراطية الوحيدة بين مجموعة من الجيران العرب الحاقدين.وتكرست اساطير مثل تحويل اسرائيل صحاري فلسطين الى جنة خضراء بعد وصول المستوطنين اليهود. واغفل ذكر الوقائع السلبية التي تضر بصورة اسرائيل،او صورت على انها رد فعل للعداء العربي. واغفل ذكر حقوق الشعب الفلسطيني وكذلك اسباب فرارهم من الوطن.وقد افردت عدة كتب مدرسية لاسرائيل مساحة اكبر مما تفردها للبلاد العربية مجتمعة.

ه- القزاز، عفيفي وشباص

كانت هذه دراسة موسعة للدراسة السابقة.واقتصرت على الكتب المدرسية التي كان مجلس التعليم في ولاية كاليفورنيا ينظر في اعتمادها.وتضمنت الدراسة تلخيصا لاربعة وعشرين كتابا مدرسيا في ميادين الجغرافية والتاريخ والدراسة الاجتماعية في المدارس الابتدائية والثانوية.وكان الغرض الرئيسي من الدراسة هو تقديم تقرير مفصل وشامل الى مجلس التعليم.واستخدم اسلوب تحليل المضمون بشكل موسع لابراز اوجه التشويه او المعلومات المبتسرة.واتاح اتساع نطاق الدراسة تغطية موضوعات اضافية مثل تعليم المراة.وجاءت النتائج الرئيسية كما يلي:

(1) التأكيد الزائد على البدو،رغم انهم يمثلون اقل من خمسة في المائة من مجموع السكان العرب.ورغم المعلومات التفصيلية عن حياة البدو،لم ترد اي اشارة الى التقدم الحاصل و الذي يعمل على تقليص مساحات وجودهم.

(2) التاكيد على النزعة العسكرية وعلى عادات مثل تعدد الزوجات مع ايلاء قدر ضئيل من الاهتمام الى اسهامات الاسلام في الحضارة الغربية.

(3) معالجة الصراع العربي_الاسرائيلي من وجهة النظر الاسرائيلية بصفة اساسية،وتاكيد صورة اسرائيل بانها بلد حديث وديمقراطي قريب الشبه من الغرب.

(4) تصوير المراة بانها محجبة وذات مركز متدن للغاية وتتمتع بحقوق بحقوق ضئيلة وسلطة دنيا في اتخاذ القرار وتطيع زوجها في كل شيء رغم انفها.وان المراة المسلمة لايجري تشجيعها على الالتحاق بالمدارس.

(5) تصوير غالبيه الشعب على انه شعب يعيش في احياء قذرة.وتصوير المدن والقرى على انها مملؤة بالملايين من الذباب الذي يتكاثر بالقذارة وينشر الدوسنتاريا.وان المجاري تنتهي الى حفر مكشوفة تلوث الارض ومرافق المياه على السواء.

(6) تؤكد معظم الصور في هذه الكتب المدرسية على تخلف العرب على العكس من اسرائيل الحديثة.

و- دراسة زيادة والن

تتركز هذه الدراسة- على عكس الاعمال السابقة - حول مصر.ومؤلفها الرئيسي كان رئيسا للجنة الصور بجمعية دراسات الشرق الاوسط.وتتضمن الدراسة نصوصا كتبت خصيصا عن مصر للمرحلتين الابتدائية والثانوية الى جانب نصوص كان الموضوع فيها يشكل جزءا من المعالجة العامة للدراسات الاجتماعية فقط.وكان منهج البحث هو اسلوب تحليل المضمون.وشمل التحليل موضوعات الجغرافية والتاريخ والسياسة والمعمار واللغة والادب والمجتمع والدين كجزء لا يتجزأ من الؤلفات الموضوعة عن مصر.وقد جاءت النتائج الرئيسية للتقرير كما يلي:

(1) الجغرافية: تركزت المناقشات الجغرافية بشدة حول نهر النيل والمنطقة المحيطة به،موحية بانها المنطقة الخصبة الوحيدة في مصر.وجاءت مناقشات الفيضان السنوي مشوهة وناقصة.ولم تناقش الصحاري الا نادرا وكانها غير موجودة وغفلت تماما الواحات الست الكبرى في الصحراء الغربية.وتكررت الاشارة الى قناة السويس ولكن في اطار سياسي لا جغرافي.ونوقشت الديموغرافيا بشكل كاف ولكن مع التركيز على الزيادة السريعة في السكان.وكان معظم الخرائط من نوعية رديئة. ولم تذكر الموارد الاخرى غير الزراعية الا نادرا مع الاشارة الى ان اهمية الجغرافية تدور حول الفرض القديم الذي تم تفنيده والقائل بان ري الحياض لا يتطلب ادارة مركزية.

(2) التاريخ والسياسة: توحي الكتابات عن النواحي التاريخية والسياسية بان مصر بلد محافظ لا يقبل التغير بطبيعته،وتتضمن الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية معلومات عن مصر القديمة ولكن دون عرضها في اطار تاريخي.واغفل كثير من المؤلفين الفترة بين الفراعنة وفاروق او نوقشت بشكل سطحي.وتقدم كتب المرحلة الابتدائية معلومات قليلة للغاية عن مصر منذ الثورة في حين تتضمن كتب المرحلة الثانوية قدرا اكبر من المعلومات لكنها تفتقر الى وجود تفسير.

(3) الفن والمعمار واللغة والادب: نادرا ما تناقش الكتب الفن والمعمار واللغة والادب. وتحظى الاهرام وابو الهول بمعظم الاهتمام كما ان المادة المكتوبة عن هذه الموضوعات جيدة. وتعرض الكتب للفن في مصر القديمة بقليل من التفصيل وتصوره على انه ثابت لا يتغير. اما الاقسام الخاصة باللغة والادب فهي تقتصر تقريبا على الهيروغليفية وفك الكتابات المصرية القديمة.ولا ترد مناقشة الادب الا في ملحقات الكتب المدرسية.اما عرض الفن والمعمار والادب في العصرين الوسيط والحديث فلا يذكر.

(4) المجتمع: هناك تغطية لا باس بها للمجتمع في مصر القديمة في كل من كتب المرحلتين الابتدائية والثانوية.وتتركز الكتابة في المجتمع المصري الحديث على الفلاحين مع الاشارة الى عدم حدوث اي تغيير يذكر منذ خمسة الاف عام.وعلى الرغم من ان كثيرا من الكتب تشير الى حدوث تغيير كبير في حياة الفلاحين منذ ثورة 1952،الا ان التركيز على الفلاحين يعطي انطباعا سلبيا عن المجتمع المصري،ونادرا ما تتضمن الكتب معلومات عن الفئات الاخرى من المصريين وكما انها لا تحتوي اي مناقشة لدور مصر المركزي في الثقافة و التعليم في الوطن العربي.

(5) الدين: مناقشة الدين في مصر القديمة عامة جدا وتفتقر الى المنظور التاريخي ويرد ذكر المسيحية في كتب تكميلية فقط. ولا تجري مناقشة المعتقدات والممارسات الاسلامية عند الحديث عن مصر،الا في اقسام مستقلة تتعلق بانشاء الامبراطورية العربية.

http://www.najah.edu/index.php?news_id=5435&page=3171&l=ar

صورة العربي في الغرب

صورة العربي في الغرب

مما لا شك فيه أن ظاهرة التعصب الحضاري، لازمت عصور التطور التي مرت على مختلف الحضارات الانسانية القديمة والمعاصرة، وإن كانت هذه الظاهرة ترتفع أو تنخفض بين مكان وآخر. ومنذ أن تفرعت العلوم . وغالباً ما كانت تخالط هذه الصورة أو تتداخل معها العوامل السلبية أو الإيجابية التي تسم العلاقات بين شعبين، وهي بأي حال عوامل تخرج من رحم المصالح الذاتية أو المشتركة لهذين الشعبين وتتصف بالآنية أو الوقتية.

عادل علي

الانسانية عن الفلسفات الوضعية القديمة، ظهر اتجاه بين عدد كبير من المفكرين والمثقفين ووصل إلى بعض السياسييين، لدراسة المكونات السلوكية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعقيدية توصلاً إلى رسم صورة عن شخصية شعب ما من الشعوب

تؤكد هذه المسألة مقولة هامة تدخل في إطار علم النفس الاجتماعي وعلوم الأنماط الاجتماعية وهي أن (النسبية) تقوم مقام العدسة في الآلة التي تستخدم لالتقاط صورة عامة أو تفصيلية لشخصية شعب من الشعوب. فلا مكان على الاطلاق لتحكم الأفكار النمطية الثابتة في رسم هذه الصورة. إذ، هل يمكن تجاهل التطور التاريخي الذي لابد وأن يمر به كل مجتمع من المجتمعات،

وهل يجوز إسقاط المستجدات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية عند رسم الصورة الشخصية لأي شعب؟ وهل من المعقول إهمال التحولات السياسية التي تفرض نفسها على كل شعب، في كل مرحلة تاريخية؟

ـ مسؤولية الغرب:

على العكس تماماً من هذه القواعد، تشكلت صورة (العربي) في ذهنية الغرب. منذ قرون عدة رسم الغرب صورة ذهنية معنوية سيئة عن العرب، محكومة بنمطية ثابتة، جامدة، لا تاريخية، ولا متبدلة، كانت نتيجة أساسية من نتائج الحروب الصليبية وما رافقها من صراعات دموية زادت الحقد في النفوس. ثم أسهم في إبراز خطوطها، علاقة الاحتكاك الدائم بين العرب والغرب من خلال السيطرة الاستعمارية الغربية، حيث شهدت المنطقة العربية ثورات عدة ضد المستعمرين الغربيين، أدت في مرحلة من المراحل إلى إجبارهم على حمل عصيهم على كواهلهم والرحيل عن هذه الأرض كاظمي الغيظ.

ثم استمرت حركة الصراع القومي العربي والعنصري الصهيوني في المنطقة، فزادت بمداخلاتها الغربية الاستعمارية الحديثة، وبالحرب النفسية والدعائية الصهيونية ضد العرب من قتامة صورة (العربي) في ذهنية الغرب.

ـ المنطق الأوروبي:

يتميز التعصب الحضاري الغربي ضد العرب، بنهجين يبسط كل منهما منطقه على رقعة من العالم الغربي.

النهج الأول، يبرز في أوروبا، حيث تكونت الصورة السيئة للعرب فيها، منذ العصور الوسطى، بتأثير من ثلاث تيارات بلورت الفكر والسياسة في أوروبا:

1 ـ الاتجاه الانساني البرجوازي، الذي يجهد في تقديم المبررات لمشروعية السيطرة الحضارية على (الآخر) ـ أي ما يسمونه الشعوب المتخلفة ـ ، انطلاقاً من النظرية التي يعتمدها، والتي تقول بأن الناس متساوين ولكنهم ليسوا متشابهين.

2 ـ الاتجاه الماركسي، وهو من خلال إغفاله للعوامل غير الاقتصادية في صياغة السلوك الانساني، قصّر في فهم الصورة القومية للعرب، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدرس على ضوء بعض المقولات الماركسية المحددة كموضوعة (النمط الآسيوي للإنتاج) أو (التكوينات قبل الرأسمالية( فالمجتمع العربي عموماً، لم يمر بالمراحل التقليدية التي حددتها الماركسية للتطور بدءاً بالمشاعية البدائية مروراً بالمجتمع العبودي فالمجتمع الإقطاعي فالرأسمالية فالاشتراكية.

3 ـ الاتجاه البنيوي، الذي أقر بتنظيم الروابط الاجتماعية التي يصطنعها الناس في مجتمعاتهم المختلفة، وبالتالي أعاد القيمة المعنوية نسبياً للعقليات غير الغربية، حيث تبلورت نظرة شبه موضوعية (للآخر)، وهو هنا كل ما هو منتم للعالم الثالث ومنه العرب.

ـ مؤثرات الاستشراق:

وعلى أي حال، فإن الأثر الأكبر لتحديد النظرة القريبة نحو العرب، ساهمت به حركة الاستشراق بمختلف مراحلها وتوجهاتها. فقد صاحب الاستشراق الغربي الحركة الاستعمارية الغربية وكان ملتزماً أميناً بتوجهاتها العسكرية ومصالحها السياسية والاقتصادية ومخططاتها التبشيرية، على الرغم من ارتفاعه إلى مستوى الفعل الثقافي، وبالتالي فإن المستشرقين عندما اضطلعوا بمهمة نقل صورة العرب، نقلوها بما يتوافق مع السياق الذي سارت به الحركة الاستعمارية انطلاقاً من الحملات الصليبية.

وبالرغم من محاولات البعض التقليل من مساوئ حركة الاستشراق، فإن دراسة إحصائية فرنسية، تظهر أن صورة العرب السيئة عند الشعوب الأوروبية كوّنها الرحالة والصحفيون الغربيون الذين زاروا المنطقة العربية في العقود الأخيرة. إلى جانب ذلك، فإن نظريات الانتروبولوجيين الأوروبيين، انطلقت أساساً من النتائج التي صاغها تيار الاستشراق. فالانتروبولوجيا بمختلف مراحلها ومدارسها (وهي رؤية الغربي للآخر الذي يجري استكشافه تمهيداً لاستعماره) ظلت إلى وقت كبير تعتمد على مركزية ثابتة لا تتغير في نظرتها الامبريالية إلى العرب، إلى أن ظهرت في أوروبا بعض الدراسات النقدية بمؤثرات غير غربية.

ـ صورة العربي في أوروبا:

ما هي معالم صورة (العربي) في المعجم الأوروبي ـ الدول الأوروبية الغربية ـ ، الذي يجري اعتماده في الوقت الراهن؟

يصف الأوروبيون العرب بأنهم كسالى، يعانون من القصور الأخلاقي، ويتسمون بالعقم الفكري والضحالة الذهنية، وهو ما يستخلص من كتابات الصحف الأوروبية والصور الكاريكاتورية التي تنشرها عن العرب.

يلخص (بول بالتا) وهو أحد المفكرين الغربيين، نظرة مواطنيه إلى العرب، بالقول إنهم يعتبرونهم (بلا ماض ولا تقاليد، ولا تاريخ، وكأنه ليست لهم حياة يمارسونها، ولا مستقبل يعيشون لتحقيقه. وتصور كتب التاريخ المدرسية الغربية قيام (شارل مارتل) بصد القوات العربية عام 732 في معركة بواتييه، بأنه انتصار على البرابرة دون أي إشارة للإنجازات الحضارية التي نقلها العرب إلى أوروبا.

ويتداخل هنا الماضي بالحاضر حين ينسحب الموقف الغربي من الصراع العربي-الصهيوني، وهو موقف متأثر بالدعاية الصهيونية، إلى تحديد الموقف من العرب. فإحدى الصحف الألمانية الغربية علّقت على الفدائيين الذين قاموا بعملية (ميونخ) عام 1972م بقولها: (هل هؤلاء آدميون)؟

ومجلة أوروبية أخرى كتبت تحليلاً تعتبر فيه أن الاستعمار الجديد يتمثل بالعرب. وواضح هنا، أن خلفيات التحليل تتمثل بامتلاك العرب للقوة النفطية، والتي يصفها المواطن الغربي بأنها نعمة لا يستحقها العرب، وتعتبرها الدوائر الاستراتيجية الغربية ـ الأوروبية والأمريكية على السواء ـ بأنها ثروة عالمية لا يحق للعرب الانفراد بتملكها وتوجيه دفة استثمارها وتسويقها.

وعلى هذا الأساس، فإن الحظر البترولي العربي على الغرب، أو التلويج المشروع باستخدام سلاح النفط في معركة قومية عادلة، يسمى في الغرب (الابتزاز البترولي العربي)، وكأنه لا يحق للعرب استخدام قواهم الذاتية لاسترداد حقوقهم لاشرعية.

إضافة إلى ذلك، فإن كل العمليات التي ينفذها العرب ضد منشآت أو أشخاص إسرائيليين توصم بأنها إرهابية والذين قاموا بها إرهابيون، في وقت تنفذ بحق العرب أبشع المجازر التي لم يشهد لها القرن العشرين مثيلاً.

ـ صورة (العربي) في أميركا:

أما في القارة الأمريكية، فإن قتامة صورة العربي والعرب تزداد سواداً، مع ازدياد تأثير الدعاية الصهيونية المضادة، وتجذر الخط الانتروبولوجي الاستعماري ذو الخصائص الأمريكية المميزة.

ويمكن في هذا المجال، استقراء نموذجين للعربي في القارة الأمريكية، الأول في الولايات المتحدة الأمريكية والثاني في كندا.

ففي عدد من الدراسات التي أجراها باحثون عرب حول صورة العربي في الكتب المدرسية الثانوية الأمريكية سجل الباحثون عدداً من القواسم المشتركة حول صورة العربي في أميركا، ويمكن تلخيصها بالتالي.

أولاً: عند مناقشة عناصر الصحراء في الكتب المدرسية الأمريكية، يؤكد مؤلفو تلك الكتب منجزات إسرائيل ويتجاهلون منجزات العرب في تغيير الصحراء. ويغالون في إبراز البداوة كأهم العناصر في الوطن العربي، مع تأكيد العناصر السلبية البدوية كعمليات الإغارة والسلب دون ذكر للأمانة وكرم الضيافة، وإغفال أي تقدم حاصل في أوساط البدو.

ثانياً: تأكيد فقر المزارعين العرب وتصوير المدن العربية بأنها تزخر بالعاطلين عن العمل مع قلة من أصحاب الملايين يركبون السيارات الفارهة. وتصوير المدن والقرى العربية على أنها مليئة بالملايين من الذباب والموبئات، وإغفال ذكر معالم العمران والفن.

ثالثاً: معالجة الاسلام بطريقة هزيلة، وتصوير بعض الشعائر الاسلامية بشكل غريب ومستهجن، وعند الحديث عن المعتقدات الاسلامية، يجري التركيز على الترخيص بتعدد الزوجات والرق دون استيعاب لموقف الاسلام الحقيقي من هذين الموضوعين. وكذلك الحديث عن النزعة العسكرية في الاسلام على اعتبار أن هذا الدين انتشر بقوة السيف، دون النظر إلى مبدأ الإقناع الذي التزمه الاسلام.

إضافة إلى ذلك، تصوير المرأة المسلمة المحجبة بأنها ومحرومة من تقرير مصيرها وتحصيل العلم.

رابعاً: إظهار إسرائيل بأنها البلد الديمقراطي والمتقدم الوحيد في بحر من البلدان العربية والاسلامية، مع إظهار صورة العرب المتخلفة غير القادرة على اللحاق بالتقدم الإسرائيلي.

والجدير بالذكر أن هذه الصورة التي ترسمها الدراسات الأمريكية عن العرب، أمكن إحصائها خلال مرحلة السبعينات وما قبلها، ومع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات كانت صورة العربي في الذهنية الأمريكية أكثر بشاعة وقساوة.

وقد لخص أحد التقارير ملامح هذه الصورة، من خلال دراسة إحصائية لما بثته وسائل الإعلام الكندية، المقروءة والمسموعة والمرئية، ـ وهي نسخة طبق الأصل من وسائل الإعلام الأمريكية.

لقد بثت شركات التلفزة الكندية خلال هذه الفترة، مجموعة من المسلسلات الأمريكية الصنع التي عنيت (بتوصيل) صورة (العربي) إلى المشاهد الغربي. ومنها:

ـ مسلسل (فيجاس) وهو من البرامج الأكثر شعبية، يصور العربي على أنه شيخ متعجرف تحيط به مجموعة من الحاشية الفاسدة.

ـ وفي مسلسل (ذي كوديز) الذي بثته شركة (سي.بي.اس) في آب 1979م، يلعب دور المجرمين رجال يرتدون الزي العربي وهم يصرون على رفع أسعار النفط.

ـ وفي معركة نجمة كالكيتكا) الذي بثته شركة (أي.تي.في) في آذار 1979م، يقدم البرنامج الاشرار، على أنهم حلفاء من البدو للنازيين، وفي زي العرب.

ـ وفي مسلسل (الجميع في العائلة) تتساءل إحدى شخصيات المسلسل عما إذا كان القاتل (هو موسابين) عربياً ـ الاسلام لا علاقة له بالعرب أو اللغة العربية.

ونفس هذا المنحى، يظهر في مجموعة أخرى من البرامج التلفزيونية ومنها: (اليس) و(حاول أن تكون ذكياً) و(الرجل الخارق) و(المركز الطبي) و(جزيرة الإعلام) و(هاواي خمسة) و(كولومبو)

إن الرجل العربي في هذه المسلسلات والبرامج، يظهر دائماً قبيح الشكل، صاحب أنف معقوف يضع نظارتين سوداوين، وهو محترف للذة أو للغنى. أما المرأة العربية، فهي من الحريم، أو مجرد راقصة أو وسيلة للجنس.

ومما يذكر أنه خلال شهري نيسان وآيار من سنة 1978م، عرض التلفزيون الكندي إعلاناً رسمياً يدعو إلى التخفيض من استهلاك الطاقة، وقد توسل الإعلان الشخصية العربية في زي تقليدي، مع إضافة لمحات شيطانية إليها، تسرق المال عن طريق الاغتصاب وابتزاز الآخرين، وذلك بهدف دفع المواطنين إلى التخفيض من استهلاك الطاقة.

وفي برنامجها المشهور (كما يحدث) أسمت مقدمة البرنامج (برباره فورم) القادة العرب الذين زارتهم ملكة بريطانيا عام 1979م، بأنهم (السيفرز).

وهذه الكلمة بحسب تعريف قاموس أوكسفورد تعني (أشخاص تافهون لا قيمة لهم)، بينما يعرفها قاموس وبستر على أنها (الذي لا وزن له ولا قيمة ولا تأثير، وبنفس المناسبة، تحدثت المذيعة بسخرية عن العرب (9 شباط 1979م) عندما أشارت إلى (الشرف عند العرب الذين يأكلون أعين الغنم من الماشية)।


http://www.najah.edu/index.php?news_id=5434&page=3171&l=ar

أثر الانتفاضة على العادات والتقاليد في الأفراح والأتراح

عبد العزيز أبو هدبا

إن من أهم مميزات التراث الشعبي وما يزيد في أهميته، انه يسجل بصدق وأمانة الأحداث التي تتعرض لها مرابع هذا التراث وبالتالي أصحاب هذا التراث فهو يتأثر بهذه الأحداث في مضامينه وجوانبه المختلفة حيث نلمح هذا التأثر بكل وضوح إذا قمنا بتقليب صفحات هذا التراث. وكما أن التراث الشعبي يتأثر بالأحداث فإنه يؤثر فيها وبمقدار أهمية هذه الأحداث التي تمر بأصحاب التراث وموطنهم يكون تأثير التراث الشعبي في مسار الأحداث في مسار ايجابي وفعال.

وبناء على ما تقدم نستطيع القول أن تراثنا الشعبي وخلال السنتين الماضيتين من عمر الانتفاضة الباسلة قد تأثر بمجريات الأحداث التي غطت الساحة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة كما أثر فيها.

لقد قمت في عام 1989 وفي مدينة الناصرة الحبيبة، بتقديم الصورة الدقيقة والكاملة عن الآثار الواضحة التي تركتها الانتفاضة في عاميها الأولين 88-89، على العديد من جوانب تراثنا الشعبي وخاصة فيما يتعلق بالعادات والتقاليد في الأفراح والأتراح ( وقد نشرت هذه الدراسة في كتاب صدر عن مركز إحياء التراث في طيبة المثلث عام 1990 تحت عنوان (الأدب الشعبي في ظل الانتفاضة) إعداد الدكتور عبد اللطيف البرغوثي في الصفحات ( 83-118). وقبل أن أواصل رسم الصورة للعامين التاليين 1990-1991 وأوائل عام 1992 أود من باب الربط بين الأحداث من ناحية، ومن باب التذكير من ناحية أخرى أن أقدم صورة موجزة عن تأثر العادات والتقاليد على الساحة الفلسطينية بما شهدته هذه الساحة من أحداث فاقت الخيال، وفاقت كل تصور حتى أنني أرى أن كلمة انتفاضة لم تف تلك الفترة حقها من الوصف.

لقد قام عدد من الأخوة الباحثين الميدانيين برصد أثر الانتفاضة على العادات والتقاليد من خلال الجولات الميدانية واللقاءات الشخصية واستطلاع الآراء للعديد من أهلنا وأحبائنا أصحاب هذا التراث والمتعايشين معه، ولدى إكمال عملية الرصد والجمع قمت بدراسة ما تم جمعه من معلومات وآراء وها أنا أوجز ما استطعت التوصل إليه في مجال تأثر العادات والتقاليد بالانتفاضة وأحداثها الجسام:

1.قلة تكاليف الزواج وما يرافقه من عادات وتقاليد.

2.عدم الغناء للرجال وللنساء في كل مراحل الزواج.

3.إلغاء الزفة في عملية الزواج.

4.إلغاء السهرات حيث لم يعد لها وجود حتى ولو لليلة واحدة.

5.الغناء للشهيد والاستشهاد.

بعد هذا انتقل للحديث عن أثر الانتفاضة على العادات والتقاليد في سنتي 90-91، ثم عقد مقارنة بين مقدار التأثير والتأثر بين المرحلة الأولى من عمر الانتفاضة والتي يمكن التعبير عنها زمنياً بعامي 1988- 1989، وبين المرحلة الثانية من عمر الانتفاضة المديد والتي سو احددها بعامي 1990-1991، وقد اعتمدت في عملية الرصد هذه على مصادر المعلومات التالية:

المقابلات الشخصية.

المشاهدات الشخصية.

بعض البيانات الرسمية.

بعض الآراء المكتوبة والمنشورة.

لقد واصلت رصد مجريات أحداث الانتفاضة ومدى تأثير هذه الأحداث على العادات والتقاليد في الأفراح بشكل خاص، وكنت لا أفتأ أسأل من التقي بهم من الأصدقاء والمعارف عما يتم عمله في حالات الزواج في معظم بقاع أرضنا الحبيبة، وكنت في معظم لقاءاتي وجلساتي مع هؤلاء الأشخاص- والذين يختلف مستوى ثقافتهم ويتنوع- أوجه السؤال التالي أليهم: كيف تتم مراسيم عملية الزواج عندكم؟ وما هي وجهة نظركم في هذا الموضوع.

ومن خلال ما تلقيته من إجابات وما شاهدته شخصياً أستطيع رسم منحني يوضح مقدار تأثر العادات والتقاليد بأحداث الانتفاضة حيث نرى أن هذا المنحنى اخذ بالانخفاض قليلا ولكنني اجزم حتى هذه اللحظة أن هذا المنحنى لم يعد إلى وضعه الطبيعي وما أنا أحاول تفصيل ذلك.

مما لا شك أن التشدد في مراسيم الزواج الذي شاهدناه خلال العامين الأولين اخذ في التراخي قليلا، ً لقد أخذنا نسمع هنا وهناك أصواتاً هامسة تقول أن الانتفاضة سوف تستمر ما دام شعبنا الفلسطيني لم يحقق أهدافه في إقامته الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا يعني انه سوف تمر سنوات قد تقل أو تكثر حتى نصل إلى هدفنا المنشود ذاك، فهل نبقى كما نحن الآن، لا تتردد في منازلنا وفي حاراتنا وشوارعنا أية أغنية تعبر كالعادة عن مشاعرنا وأحاسيسنا؟

وفي المقابل أخذ صوت المؤيدين لمنع الغناء يخفت وان كنا لا زلنا نسمع هذا الصوت حتى أيامنا هذه علماً بأن نسبة من لا زالوا يقفون في هذا الصف قد قل إلى درجة كبيرة، حيث يتضح لنا ذلك من استعراض المراحل التي مرت بها العودة إلى الغناء، حيث أخذت العودة إطارين هما: إطار الفرق الفنية، وإطار الممارسة الفعلية في الأعراس، وسأتناول هذه الإطارين بإيجاز.

إطار الفرق الفنية:

لقد مر العامان الأولان دون أن نشاهد أو نسمع عن عرض فني لأية فرقة كنا نشاهد قبل انطلاق الانتفاضة المباركة، وفي أواخر عام 1989 شاهدنا عرضين لفرقتين فنيتين قدما في القدس كان الأول لفرقة شرف الطيبي بتاريخ 3/10/1989 والآخر لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية يوم 12/10/1989 أعيد عرضه لمدة ثلاثة أيام في منتصف شهر كانون أول من نفس العام. كما قدمت فرقة يعاد الرامية حفلها الغنائي الأول منذ بدء الانتفاضة وذلك على مسرح الحكواتي بالقدس يوم 23/12/1989.

ومع حلول شهر تموز سنة 1990 جاء نداء القيادة الموحدة يحمل بين ثناياه التأكيد على ضرورة الاحتفال باليوم العالمي للتراث الشعبي الفلسطيني خلال شهر تموز ودعا إلى الحفاظ على هذا التراث في كافة المجالات فكان هناك العديد من المظاهر الاحتفالية بهذه المناسبة ومن جملتها عروض فنية، قدمت في العديد من مدن الضفة الغربية فكان مهرجان عيون قارة الذي أقامه في القدس مركز الفن الشعبي في البيرة بمشاركة عدد كبير من الفرق الفنية واستمر المهرجان ستة أيام 1/7-6/7/1990. واحتفلت جمعية إنعاش الأسرة في تموز 1990 باليوم العالمي للتراث في إطار الجمعية، كما قدمت فرقة الزيتون الفلسطينية عروضا تراثية في مدينة بيرزيت يوم 17،18/8/1990. وفي 21/12/1990 أحيت لجنة الأبحاث الاجتماعية والتراث الشعبي الفلسطيني في جمعية إنعاش الأسرة بالتعاون مع جمعية المجلس الأعلى للفولكلوريين الفلسطينيين يوماً دراسياً تراثياً قدمت فيه فقرات فنية تراثية متنوعة.

وجاء عام 1991 ليحمل بين ثناياه عودة أوسع إلى المهرجانات الفنية التي تقيمها الفرق الفنية والمؤسسات الوطنية، وخاصة خلال شهر تموز وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث الشعبي الفلسطيني. ففي 2/7/1991 قدمت عروض فنية فولكلورية على مسرح الحكواتي باسم مهرجان القدس الأول للتراث الشعبي الفلسطيني برعاية اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، ولجان العمل الزراعي. وفي بيرزيت في يوم 4/7/1991 شارك عدد من الفرق الفنية وأشبال فرقة الفنون الشعبية في إقامة حفل فني فولكلوري وفي 12/7/1991 تم عرض عرس فلسطيني في بيت ساحور. وفي 20/7/1991 احتفلت جمعية المجلس الأعلى للفولكلوريين الفلسطينيين باليوم العالمي للتراث الشعبي الفلسطيني حيث قدمت في الحفل إلى جانب المحاضرات والندوة عروض فنية فولكلورية منوعة. وفي 7/8/1991 قدمت فرقة صمود عرضها الفني في مدينة بيرزيت كما أقيم حفل زجلي للأستاذ سعود الأسدي على مسرح القصبة في القدس يوم 31/8/1991.

وخلال الأسبوع الأول من شهر تشرين أول عام 1991 قدم عدد من الفرق الفنية منها: صمود، أشبال بيت ساحور، أشبال الحرية، زهرة المدائن، عروضاً فولكلورية منوعة وذلك في مدينة بيرزيت. وخلال نفس الشهر أقامت كلية مجتمع المرأة وكالة- رام الله حفلا فنيا فولكلوريا استمر لمدة يومين. وفي بيت دقو أحيت فرقة عيون قارة ومؤسسة الدرب للفنون يوم 29/10/1991 حفلا فولكلوريا أيضا. كما أحيت لجنة المرأة الفلسطينية حفلاً فنياً في بيرزيت يوم 27/11/1991. كما أقامت لجنة العاملين في مستشفى المقاصد حفلاً فنياً قدمت فيه عروض فولكلورية منوعة وقد استمر الحفل ثلاثة أيام 17-19 /12/1991 وشاركت في هذه العروض فرق جمعية إنعاش الأسرة.

وإذا أشرفنا على عام 1992 نرى أن نشاط الفرق الفنية أخذ يزداد وينمو وأخذت الفرق تنشط في تقديم عروض فنية فولكلورية، وخلال التي مضت وهي حوالي شهرين كان مما قدم:

في يوم 15/2/1992 أقامت فرقة تل الزعتر وغيرها من الفرق الفنية في بيت ساحور مهرجاناً فولكلوريا. كما أحيت فرقة صمود- بيرزيت يوم 3/3/1992 حفلا فنيا فولكلوريا. وفي يوم 6.7/3/1992 أقامت فرقة بيت ساحور للفنون الشعبية مهرجاناً فولكلوريا كبيرا شارك فيه جميع فرق الدبكة والفنون الشعبية في بيت ساحور.

هذا وقد عبر احد الزجالين عن الامتناع عن إقامة الأعراس في سنوات الانتفاضة الأولى وعن الرغبة في العودة إليها ولكن بشرط جاءت في المقطع الأخير من زجلية له قالها في كانون أول سنة 1989:

بكره يا أيام المحبة ترجعي
وبرجع ربيع الأرض نيساني
ويتعلي على الشمس الجبين وترفعي
فوق المآسي والجرح هاماتنا
وترجع ليالي الوطن بالأعراس مليانه

وقد اقتصر تأليف الأغاني التي تصور الانتفاضة حدثاً فريداً على الزجالين ولذا لم نسمع حتى هذه اللحظة أغنية نسائية ورد فيها كلمة الانتفاضة وفي احد الأعراس في مدينة البيرة أواخر عام 1991 وبينما كانت النساء تغني سمعتنهن يرددن جيشك رابين. وكررن المقطع مرتين ثم انتبهت البداعة بأن هذه الأغنية قيلت في زمن كان فيه اسحق رابين رئيسا للوزراء أو وزيرا للدفاع فما كان منها إلا أن قالت جيشك شامير وأكملت الأغنية.

وقد واكب نشاطات الفرق الفنية بل ربما سبقها تسجيل عدد من الأغاني الوطنية وطرحها في الأسواق على شكل كاسيت ولا زلنا نسمع ونردد العديد من هذه الأغاني التي عملت على سد الفجوة التي أحدثها عدم الغناء في مناسبات الزواج أو غيرها من مناسبات الأفراح فكانت هي البديل المؤقت لذلك وهناك مجموعة من الأشرطة التي طرحتها فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية في البيرة وفرقة عيون قارة وفرقة مؤسسة شباب البيرة والشاعر ذيب عمرو، كما أصدرت فرقة الاستقلال الفنية التراثية شريطها الأول بعنوان (حنان الأم) هذا بالإضافة إلى أشرطة تمثل الحركات الإسلامية.

إطار الممارسات الفعلية في الأعراس

كان هذا هو الإطار الثاني من حيث الزمن وقد سارت عملية العودة بالأعراس إلى شيء مما كانت عليه قبل عام 1987 بشكل تدريجي وعلى مراحل تتزايد في احتمال العودة إلى الشيء الطبيعي ويمكن إيجاز هذه المراحل بما يلي:

1.مرحلة المهاهاة للعروسين واقاربهما: لقد كانت أول فجوة فتحت في بناء الامتناع عن الغناء هي المهاهاة لمرة أو مرتين خلال العرس كله مثلاً عند خروج العروس من بيت والدها، وكذلك عند دخولها بيت عريسها، وكانت تؤدي هذه المهاهاة وما يتبعها من زغاريد أقرب النساء إلى العريس، ولم تكن لتؤديها النساء الأبعد قرابة.

2. استعمال المسجلات: لقد أخذ العديد من أصحاب الأعراس في وضع الكاسيت على المسجل وتقوم النساء بترديد الأغنية مع المسجل، وكذلك الرقص على أنغام هذه الأغنية، وقد اختلفت هذه الأغاني بين الوطنية والعاطفية.

3.سير موكب العروس في الشوارع مع التصوير بالفيديو، ومن ثم إطلاق زمارات السيارات.


http://www.najah.edu